يَدُ أبي
كانت ممتلئةً بالأثـلام ،
كلّما كنتُ أُقبِّـلها كانت
تنبتُ على شَـفتيّ سنابل قمـحٍ
ويختمِـرُ السُّـرور في صدري
كنبيذٍ خابوري !
حين شُــلَّ الخـابـور
هَـرِم قلـبُ أبي فجـأةً
وقبل أن يتوقف ، طلب أن
تُبذَرَ نبضاته المتبقية وتوزَّعَ بالتّساوي
على كِـلـتـا ضِفّـتيه .
**الخابور
.أن تكون صديقاً مع الرّيف
يعني أن تحبوَ بخطوتك على درب
الحكمة صوب عالم الطبيعة الواسع !
أن تكون غصناً من شجرة ، قشّة في عُشّ طير
أو تغريدة في فمـه , لربّما تجعيدة في مسيرة نهـر
أو نغم حزين على وتـر ناعورة .
حين تمخّضَ بيَ الريف
هدهدتني تلّـةٌ صغيرة وأرضعتني من أثداء حقول وكروم
ثم وضعتني في زورق صغير لأغفوَ على أنغام قصائد وأغانٍ
يردّدها فلاحون وهم يحرثون الأمنيات بمعاول إرادتهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اديب سوري من الحسكة يقيم حالياً في كندا، يكتب الينا لأول مرة.
**الخابور هو نهر الخابور الذي كان يمر من قريتي مسقط راسي، وكان بروي البساتين والحقول والكروم.