للهِ غيابٌ حضورٌ في النهى

ماتوا فباتوا أخلدَ الأحياءِ

 أقام التيار الديمقراطي في الدنمارك حفلا تأبينيا لسنوية الشاعر(خلدون جاويد) يوم أمس المصادف5/نوفمبر بتقديم الشاعر الناقد (هاتف بشبوش) الذي تناول منجزات الراحل وماهي السمات الإبداعية والفنية التي إتسم بها الشاعر المختلف والمغاير عن مجايليه منذ الستينيات حتى يوم وفاته. ثم كلمة التيار الديمقراطي ألقاها الصديق (سعد إبراهيم) ومن بعدها القى الشعراء قصائدهم ومن ضمنهم الشاعر ( نزار ماضي) ومن ثم الشاعرة الشابة( سارة سامي) . ثم كلمة الحزب الشيوعي القاها الصديق علي حسين . بعد ذلك إستمع الحاضرون للقصص والحكايا التي قدمها بعض الأصدقاء والتي تخص العلاقة الأكاديمية التي جمعتهم مع الشاعر خلدون . ومن ضمن من تحدثوا عن هذا الموضوع كل من الصديق ( شابا أيوب شابا) و(بشير حمزة) وممثل التيار الديمقراطي ( سعد إبراهيم) ثم الكاتب القدير( هاشم مطر) . تضمن الحفل فلما بسيطا عن حياة الشاعر وحضوره في الأمسيات الشعرية التي ألقى بها روائعه الوطنية والوجدانية. ولاننسى العمل الدؤوب للصديقة ( سلامة الشبيبي) في تصوير أغلب المشاهد للحاضرين . كان حفلا رائقا رغم الإمكانيات المحدودة التي يمتلكها التيار الديمقراطي ولكن بفعل الجهود المثمرة جعلت من الحفل أن يكون على مستوىً يليق بتأبين شاعراً كان حبيس المرض والألم في أيامه الأخيرة وكان روحا محطمة يائسة لكنها المغامِرة بلا حدود . كان رجلاً ( كوزموبوليت) لاينتمي الى وطن بل كان أممياً وكونياً، كان شيطان الحقيقة والتجلّي ووحشاً كاسرا من كلمات قوية صارمة إستطاعت أن تستقر في عقول محبيه . تحول الشاعر في أيامه الأخيرة من كتابة الشعر بمعانيه الكلاسيك الى كتابة الإسلوب الصادم والذي كان واضحا من موسوميات قصائده أو لربما كان ينتهج هذا النهج لآنه ينطلق من المفهوم والمقولة الشهيرة للآلماني إريك ماريا ريمارك ( أنا أصرخ الاّ أنك لاتسمع صراخي) . وهذا النهج التصادمي إستخدمه الشاعر خلدون جاويد في أغلب قصائده عن ثورة تشرين وثوارها الأبطال الذين يصرخون ومامن مستمعٍ لصراخهم . مات خلدون جاويد بايولوجياً الاّ أنهُ باقٍ في المحاضر والدفاتر والحناجر ، ومهما يكن من أمر فكلنا معلّقون كما ثمرةٍ تسقط في حينها وموسمها حتى تستقر في العميق . ويبقى خلدون جاويد روحا شاعرة طائرة أنيقة مع موطنها الجديد ، في تلك الغيوم السرمدية العابرة .

عرض مقالات: