تأملتُ في كتابين للشاعر الدكتور وليد عبد المجيد إبراهيم

(نداء القلب) و (رفيف الحب) الديوانان صادران في 2022

عن مطبعة الزهراء، ومطبعة البصرة.  كتاب (رفيف الحب)  صمم غلافه الاستاذ محمد جواد الدخيلي، لوحة الغلاف للشاعر والفنان قاسم البديري. أما مصمم غلاف كتاب (نداء القلب)  فهو الفنان الاستاذ علي حسن جابر.

في (نداء القلب) يستوقفني الإهداء الموجع فاشعر أن المجموعة الشعرية : مراثي عائلية  من نتاج رحيل من أحبهم الشاعر حبا جماً:

(أهدي هذه الحروف إلى

أبي وأمي : توأما روحي رحمهما الله

وإلى أخي مروان وأخي مازن صنوا حياتي رحمهما الله

الذي أوجعني رحيلهم جميعاً)

في ديوان (رفيف الحب) يضع الشاعر الاهداء التالي:

(أهدي هذه الحروف  إلى كل أحبتي من قريب أو بعيد)

الفرق بين الإهداء الأول والثاني هو المسافة بين خصوصية العائلة وجماليات المحبة التي تشمل الكافة

في (نداء القلب) الشاعر وليد عبد المجيد، ينفض الغياب عن أحبابه الراحلين من خلال الشعر الذي يبثه نحو الام والأب والأخ وكذلك يخاطب الموت نفسه

(يجتاحني الأسى يا أبي

عند قبرك السحيق

يكاد يحطم الضلوع).

يخاطب أمه

(إنك أجملُ من في الأرض

وإنك النبض الذي يحييني

وإني عشقتك فوق الجنون)

وهناك قصائد يخاطب فيها شقيقه مروان

وقصائد يخاطب فيها شقيقه مازن

وهروبا من الحزن في قصيدة(لحظة غامضة) يقول

(أتوسدُ حلمي

 ليصوغ لي زمناً جميلا

في ليل ينزف بالذكريات

لا أحد معي سوى الليل

والحقائق الذابلة)

يتكون ديوان (نداء القلب) من عشرين قصيدة ومقدمة نقدية جميلة بقلم  الشاعر الدكتور صدام فهد الأسدي تتنوع أزمنة القصائد فمرثية الأب في 1998 وقصيدة لحظة غامضة في 2022

 

في ديوان (رفيف الحب) الإهداء اشبه بالنص المفتوح

(أهدي هذه الحروف إلى كل أحبتي من قريب ٍ أو بعيد)

في ص5 يستوقفني الفيلسوف إفلاطون: (كل إنسانٍ يُصبح شاعراً إذا لامس َ قلبه ُ الحب) وكقارئة اسأل إفلاطون

هذا اعترافك حول الشعر والحب يناقض ما فعلته في كتابك

(جمهورية إفلاطون) حيث طردت الشعراء!!

...........................................

هناك صلة  بين الإهداء والمقتبس الافلاطوني

وهي : شمولية  المحبة والخير والفرح

(رفيف الحب) يتفوق بست قصائد  على(نداء القلب)

النداء : من عشرين قصيدة

الرفيف : من ست وعشرين قصيدة

في (رفيف الحب) يتألق كرنفال العائلة شعريا من خلال القصائد التالية

إلى أم خالد زوجتي

إلى ولدي خالد

إلى ولدي محمد

إلى أبنتي رنا

إلى ابنتي دينا

إلى ابنتي شمس.

 كل خطوة شعرية تشعل مصباح ملوناً وذلك نشعره من عناوين القصائد : اللقاء، لهفة، نداء، اسمك موسيقى، مشدود إليك ، رفيف الحب، أحبك جدا، وبالمقابل هناك قصائد بنكهة أسى ٍ شفيف : دموع، سراب، غشاوة، متى نستريح، وجع، صمت، ألم..

تبقى السيادة في الديوانين : للمحبة ومواصلة العزف الشعري على كل ما في الوجود من جمال ونقاء..

* الورقة المشاركة في أمسية مؤسسة أقلام الريادة الثقافية التي اقامتها اليوم السبت 24/ 12/ 2022 احتفاء بالشاعر الدكتور وليد عبد المجيد ابراهيم.بالتعاون مع المكتبة المركزية العامة في البصرة.

عرض مقالات: