(التتمة تأتي لاحقا) عنوان كتاب من الحجم المتوسط يتكون من (182) صفحة، يحتوي عشر شهادات لعشرة أسماء روائية فازت بجائرة نوبل من 1990- إلى 1999 ترجمة القاص والمترجم نجاح الجبيلي.  صدر عن دار السامر للطباعة والنشر/ بصرة العراق 2022/ شهادات الأسماء التي نالت جائزة نوبل: أوكتافيو باث 1990، عنوان شهادته: بحثاً عن الحاضر. نادين غورديمر 1991: الكتابة والوجود. ديريك والكوت 1992: الأنتيل أجزاء الذاكرة الملحمية. توني موريسون 1993: كان يا مكان. كينزابورو أوي 1994: اليابان والغامض ونفسي. سيموس هيني 1995: الثقة بالشعر.  فيسلافا شميروسكا 1996: الشاعر والعالم.

داريو فو 1997: ضد المهرجين الذين ينشرون الإهانات والفضائح. جوزيه ساراماغو 1998: كيف أصبحت الشخصيات أساتذة والمؤلف تلميذهم. غونتر غراس 1999: التتمة تأتي لا حقا.

ساراما غو: الروائي البرتغالي، يتحدث عن جده وهو يروي له القصص تحت سماء شجرة التين (كان جدي يكرر القصص لنفسه لكي لا ينساها أو لكي يغنيها بتفاصيل جديدة / ص145) هل كان الجد يقوم عفويا بمراجعة السرد الشفاهي للبحث عن إجابة لسؤال حفيده: (وماذا حدث فيما بعد؟).. أو ينتج طبعة شفاهية جديدة من القصة؟ هذا المشهد العائلي كما لو انه شهادة اخرى يقول فيها ساراما غو بأنه ورث السرد عن جده الفلاح الأمي.

أما الشاعر سيموس هيني يصف ضيق اليد وكيف انحشروا كعائلة تحت سقوف من القش في مزرعة معزولة عن العالم

حيث (امتزجت فيه أصوات الحصان الليلية في الاسطبل مع أصوات حديث البالغين.. لا شك أننا وقعنا في أسر كل شيء كان يجري: المطر في الاشجار. الفئران على السقف.. قعقعة قطار بخاري عبر سكة حديد تقع خلف الحقل/ ص95) كل هذه العناصر ستمتزج بقصائد هيني ويجعلنا لا نثق بغير الشعر.

الروائية توني موريسون مشغولة بهاجس الموت اللغوي فهي (قلقة حول كيف أن اللغة التي تحلم بها والتي منحت لها عند الولادة أمسك بها جرى استخدامها وحتى حجزها عنها لأغراض شريرة/ ص68) فاللغة بالنسبة لهذه الروائية هي جزئيا كنظام وجزئيا كشيء حي يسيطر عليه المرء. لكنه غالبا ما يكون واسطة وكفعل له عواقب. فهي كروائية (تأكدت من أنه حين تموت اللغة نتيجة الاهمال وعدم الاستعمال واللامبالاة وغياب التقدير أو تقتلها الرسميات، فليس المرأة نفسها مسؤولة عن زوالها فقط بل كل من أستخدمها وصنعها. لقد ألجم أطفال بلدها ألسنتهم واستعملوا الرصاصات بدل ذلك لكي يكرروا تعبير الصمت للغة المعاقة التي فقدت أهليتها/ ص69) وقفتُ كثيراً عند شهادة الروائية توني موريسون.. بدأت شهادتها بحكاية (بعض الشباب بدوا مصممين على اثبات بطلان استبصار المرأة العجوز العمياء وإظهار دجلها الذي يعتقدون بوجوده، يدخلون بيتها ويسألونها...: ايتها العجوز أني احمل في كفي طيرا، اخبريني هل هو ميت أم حي؟ ص67) المرأة صامتة لا تجيب رغم تكرار سؤالهم، ( أنها عمياء ولا تستطيع ان ترى زائريها فما بالك ما في ايديهم) وأخيرا تكلمت العجوز بصوت رقيق لكنه صارم: ( لا أعلم هل الطير الذي تحمله ميت أم حي، لكن ما أعرفه أنه في كفيك ومن الممكن أن يؤخذ جوابها: لو أنه ميت، فأنك وجدته ميتا أو أنك قتلته، وأن هو حي فلاتزال لديك القدرة على قتله، فتلك هي مسؤوليتك. ص68) تربط الروائية هذه الحكاية (التأمل فيما يعنيه هذا الطائر الذي في الكف، كان دائما يجذبني وأنا افكر الآن، في عملي المنجز الذي اتى بي الى هذا التجمع، لهذا أختار أن أقرأ الطير كلغة والمرأة ككاتب مجرب.)

من خلال شهادات الفائزين والفائزات بجائزة نوبل نكتشف كيف تكون الكتابة حرية ومسؤولية في مجتمع قلق.

عرض مقالات: