بعد ان أقدم النظام الدكتاتوري على غلق جميع الابواب بوجه نشاط الأدباء والكتاب التقدميين في كوردستان وبادر بكل الوسائل إلى مكافحة الادب التقدمي الكوردي من جهة وتشجيع الفكر الشوفيني والتخلف من جهة اخرى، توج عداءه للشعب الكوردي ولغته بحل اتحاد الأدباء الكورد في أواخر عام 1980، الاتحاد الذي ساهم بنشاط وحيوية في تطوير الادب والثقافة ولم يرضخ لمشيئة الفاشيست حيث ارادوه ان يتحول إلى بوق من ابواق دعايتهم الرخيصة.

لقد واجه الكتاب والأدباء الكورد هذا القرار بغضب واستنكار شديدين ويظهر انعكاس ذلك من بين ما يظهر في أمرين  : أولهما أن المنتمين من الكورد إلى الاتحاد الذي اصطنعه النظام واعتبره اتحادا لجميع الأدباء والكتاب في العراق لا يتجاوز عددهم  اصابع اليدين، وثانيهما نشر نداء من قبل عدد من الأدباء الپیشمه‌رگه‌ الانصار في 3 كانون الاول  1980 إلى كتاب وادباء الكورد اعلنوا فيه نبأ تأسيس { اللجنة  التحضيرية  لاتحاد ادباء كوردستان } كيما يكون استمرارا لنفس الأهداف النبيلة التي كان ينشدها ( اتحاد الأدباء الكورد)، ويسجل مساهمة الأدباء الكورد في الثورة الجديدة لشعبنا الكوردي  خاصة والشعب العراقي عامة وقد جاء في النداء :

لم يبق امامنا سوى التصدي الحازم لهذا الواقع المؤلم  العصيب وأن ندافع باخلاص وامانة عن تلك العادات والتقاليد التقدمية والروح الوثابة التي صانها أدبنا وثقافتنا طوال التاريخ الحديث، ويوضح النداء كون تأسيس الاتحاد جاء بهدف  صيانة { ادب  وفن امتنا التقدمييين } من التشويه ولتعميق خصائصهما القومية الاصيلة، وكذلك بهدف التصدي الحازم لسيل الأدب والفن المتخلفين اللذين يبرران العنصرية والارهاب والاجرام ويريدان تثبيت  اخلاق وتقاليد العصور المظلمة  في كوردستان والعراق باسره، وذلك كتفا لكتف مع سائر مثقفي شعبنا المخلصين.

وفي اعقاب ذلك عقدت اللجنة التحضيرية المؤلفة من : أحمد دلزار، محمد عباس ( حاجى ممو)، رفيق صابر، هه‌ڤال كویستاني وابو بكر خشناو عددا من الاجتماعات ، وفي أحد اجتماعاتهم  تقرر عقد اجتماع  للهيأة  التأسيسية  الذي  تقرر فيه تأسيس منظمة  ادبية  مستقلة لتضم جميع الكتاب في الجبل على اختلاف ايديولوجياتهم  وتنظيماتهم الفكرية والحزبية  وتم تسميتها باسم ( جمعية  كتاب كوردستان)  وقد حضر الاجتماع كل من : احمد دلزار، رفيق صابر، حسين بفرين،  محمد رنجاو، عباس محمد حسین (حاجی ممو)، شهاب عثمان، هاشم كوچانی، ابو بكر خوشناو، فريد اسسرد، ناصر حفيد ، احمد رجب، ارسلان بايز وهه‌ڤال كویستانی  وتقرر في الاجتماع  ايضا  اصدار مجلة دورية تكون لسان حال الاتحاد، وقد صدر العدد الاول منها في اذار عام 1980 باسم { پیروو ـ الثریا } ونشرت فيها إلى جانب كلمة العدد : نداء اللجنة التحضيرية الموجه للكتاب ومواد عن  شعر المقاومة  ـ ابوبكر خوشناو، الادب والثورة ـ محمد رنجاو، لقاء مترجم للشاعر السوفيتي يفتشينكو، عن النقد من الفارسية،  مخاض الجياع  للشاعر الشهيد جميل رنجبر ـ استشهد في اواخر عام 1980 وهو من الاتحاد الوطني الكوردستاني،  أربع قصائد للشاعر رفيق صابر، اربع قصائد للشاعر هه‌ڤال كویستاني، قصيدتان ـ مامة نالة، قصيدة عن الشهيد الشيوعي  الفنان معتصم عبدالكريم  ـ رحيم عزيز، قصيدتان للشاعر الايراني خسرو گلسورخی ـ ترجمة ابو ازاد، الجحيم ـ قصة بقلم فريد اسسرد ونشر قصتين احداهما مترجمة  من العربية لزكريا تامر ترجمة كاكه باس والثانية للقاص الايراني الشهيد صمد  بهرنكيٍ  استشهد من قبل الشاه ومخابراته "سافاك" غرقا في نهر اراس ـ ترجمة أحمد رجب من الفارسية.

رغم ما اعترض اللجنة التحضيرية من مصاعب وعقبات فقد تمكنت من اعداد (مشروع النظام الداخلي لاتحاد ادباء كوردستان)، وبعد تعطيل مجلة (نوسه رى كورد ـ الكاتب الكوردي) على إثر الغاء (اتحاد الأدباء الكورد) تم تبديل مجلة الثريا إلى مجلة (نوسه رى كوردستان ــ الكاتب الكوردستاني) وهي متطورة من حيث الشكل والمضمون. وتم تبديل اسم جمعية كتاب كوردستان إلى: اتحاد ادباء كوردستان.

في صيف عام 1984 عقدنا اجتماعا  للكتاب والصحفيين الانصار الپیشمه‌رگه‌ في مقر الفرع الثالث للحزب الديمقراطي الكوردستاني في وشكه ناو الواقع بين خورنه وه زان واحمد آوا،  وحضره  من الحزب الديمقراطي الكوردستاني الاخوة : سيد فتح الله كاكه يى ـ العضو العامل في الفرع، ازاد قره داغي عضو اللجنة المركزية ومسؤول الفرع ،  المربي التربوي والاديب  الفنان فهمي كاكه يى ، والشاعر رزگار ( ويل) واحمد رجب من الحزب الشيوعي العراقي ، وقد تقرر تأسيس  جمعية الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين ــ الانصار.

وتكونت هيئة الرئاسة من: عبد الله قره داغي (فاضل) والاستاذ المربي والكاتب والفنان فهمي كاكةيى واحمد رجب، وفي بداية عام 1985 أصدرنا مجلة الوثبة باللغتين الكوردية والعربية وهي فصلية يصدرها فرع كركوك والسليمانية لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديموقراطيين العراقيين الأنصار كما أصبح عبد الله قره داغي وفهمي كاكه يى وأحمد رجب في هيئة تحريرالمجلة.

14/4/2021

ملاحطة :

الاستفادة من كتاب: الأيام التي كان فيها الوطن للجميع ــ هه فال كويستاني.

ومن ارشيف الاستاذ التربوي  الكاتب الفنان فهمي كاكه يي.

عرض مقالات: