تحت الشجرة ياوهيبة ..  ياما كلنا البرتقال

الممثل الشهير(حسين فهمي) كان يردد هذا البيت الشعري الشجيّ في أحد أفلامه مما زاده بهاءاً على شكلهِ الجميل . وهيبة هي رمز للحبيبة المصرية التي نراها في العديد من الدراما المصرية حين يريد الحبيب إستذكار الأيام الخوالي مع من عشقها ووضعت كرسياً فوق القلب وتربّعت عليه ولم تخرج . أما (عادل إمام) هو الآخر رمز مصر لكنه يستعيد أيامه الخوالي بذكر حبيبته الشيوعية حين سأله مقدم أحد البرامج : هل كنتّ شيوعياً ؟ فيجيب بكل شجاعة : نعم كنتُ شيوعياً منتمياً للحزب الشيوعي العمالي . ثم يستطرد ويقول ساخراً كماعهدناه : في يوم سألني أحد أثرياء مصر لماذا أنتم تشتمون الأغنياء دون الفقراء فيقول أجبته : (الله ..هو يعني مش كفاية إننا نسرق الفقراء ، نروح كمان نشتمهم ، لايشيخ روح لحالك) . نفس السؤال طُرِحَ على الممثل اليساري( جميل راتب) هل أنت شيوعي ؟ فأجاب أنا دائما يتهمونني بالشيوعية لكنني في حقيقة الأمر يساري وأفتخر . جميل تعرّض لمحاولة إغتيال بسبب أفكاره التي لافرق بها بين الشيوعية واليسار إذ أنه كان مدافعا قوياً عن العمال والفلاحين ، بالرغم من كونه ينتمي لعائلة إرستقراطية ثرية ، ولم لا فكان فريدريك إنجلز صديق كارل ماركس إرستقراطياً نبيلا . جميل راتب وهو يحتضر ويموت في عمر الثانية والتسعين سألوه : ماذا تقول لو مت ورأيت هناك حياة أخرى فأجاب : شيء مفرح وعظيم أن يعود المرء من جديد بعد مماته ويلقى أحباءه هناك ، لكننا حتى الآن لم نسمع أحداً جاء من الموت وأخبرنا بالحياة الأخرى وهذه فوق مداركي ومفاهيمي . هذا هو جميل راتب بكل تجلّياته الذي قدّمه للمسرح لأول مرّة الشيوعي الممثل والمخرج الراحل ( كرم مطاوع ) المشاغب والسياسي الذي تقول عنه زوجته ( سهير المرشدي) كل مشاكلنا من أفكاره اليسارية حتى فرّ هاربا للعراق وبعض الدول العربية . سهير المرشدي ذات الوجه الفرعوني الجميل ، هي الأخرى مثلت رائعتها في (عودة الإبن الضال) من إخراج العملاق الشيوعي ( يوسف شاهين) مع التضمين الغنائي الأوبرالي لليسارية اللبنانية (ماجدة الرومي) المعروفة من أنها مغنية المثففين . يعني بالمختصر كان زمناً يعج بالفنانين الشيوعيين ، ولذلك كان (كرم مطاوع) معارضاً لأنور السادات وعبد الناصر بالرغم من أنّ ألأخير كرّمهُ ذات يوم ،  معتمدا معارضته لهؤلاء على قول لينين ( إذا إمتدحتكَ البرجوازية ، هذا يعني أنك على خطأ ) . خسر الفن المصري بالرحيل المبكر لفارس المسرح (كرم مطاوع) عن عمر الثالثة والستين ، لكنه ترك لنا أهم أعماله الشيوعية المسرحية ( ليلة مصرع جيفارا) .

عرض مقالات: