عام 2021 أبى إلا ان يفتتح مواسمه بخبر محزن. ففي الخامس من كانون الثاني/يناير الحالي غادرنا في رحلته الأبدية المناضل الكبير الاستاذ الشاعر: الفريد سمعان، أحد نجوم الثقافة الوطنية والديمقراطية... وبرحيله تنكس الثقافة العراقية الحرة والديمقراطية قامتها، وبفقده نودع مبدعا كبيرا، ووطنيا نبيلا ويساريا صادقا.

     لقد كان فقيدنا العزيز، انموذجاً للشخصية العراقية الوطنية التي التزمت بمبادئها وقيمها التقدمية. فقد كان على الدوام يحلم بوطن ترفرف عليه رايات العدالة والمساواة، وهو الذي أسهم إسهاما كبيرا في نضالات شعبنا العراقي من Hجل الاستقلال والكرامة والحرية والديمقراطية وإنهاء الاستغلال بمختلف أشكاله، والدفاع عن مصالح الشعب والكادحين على وجه الخصوص.  

     لقد عاش الفريد سمعان حياة خصبة دفاعا عن القضية الكبيرة للكادحين وبسطاء الناس، لذا كانت حياته على امتدادها الواسع عبر تسعة عقود ونيف درسا كبيرا لكي يعيش الشاعر والمناضل والإنسان حياته كما يجب ان تعاش.

     وتجسد ذلك من خلال مسيرته النضالية الطويلة التي كانت محفوفة بالكثير من المخاطر والتهديدات، مثلما كانت شديدة الوطأة في عذاباتها المرّة وسجونها الانفرادية.

فقد سجن رفيق دربنا الفريد سمعان بسجن (نقرة السلمان) وعاش محنة (قطار الموت) وحرص على الثبات والاخلاص العميق لمثله العليا ولأفكاره التنويرية.. وجسد عمله الصحفي في مجلتنا (الثقافة الجديدة) وفي صحف: (اتحاد الشعب) و(طريق الشعب) و (الفكر الجديد) وعمل على اغناء هذه المنابر الفكرية عن طريق رفدها بفكره النير وعطائه المستمر.

     لقد كانت حياة الأستاذ الفريد سمعان، على امتدادها الواسع، درسا كبيرا لأجيال عديدة من رفاقه وأحبته، وعزاؤنا ان الفقيد الكبير ترك لهؤلاء، وغيرهم أيضا، إرثا طيبا من المواقف الأصيلة والذكريات الطيبة والسلوك الإنساني الرفيع والروح الشفيفة التي لا تساوم على القيم والمبادئ الكبرى للرعيل الذي انتمى إليه الفقيد، وسيظل هذا الإرث يتحدث عنه، ويذكر به، ويبقيه حياً دائم الحضور بيننا.

     إن هيئة تحرير (الثقافة الجديدة) التي فجعت برحيل الفقيد الكبير ألفريد سمعان، تتوجه بصادق التعازي القلبية الحارة لعائلة الفقيد وإلى أقاربه وكل رفاقه ومحبيه، مقرونة بمشاعر التضامن الصادقة. ولشاعرنا الجميل (أبي شروق) مجد المثقف العضوي الكبير وسحر كلماته وذكراه المتوقدة دوما.

 وداعاً (أبا شروق).. نم مغردا في مملكة الشعر... ستظل حاضرا على الدوام... فكرا وممارسة وسلوكا أخلاقيا رفيعا... وفوق ذلك مبدعا راقيا ظل وفيا لأفكاره ومُثله ولم ينحنِ امام العواصف مهما عظمت!

 (الثقافة الجديدة)

6/1/2021

 

عرض مقالات: