النص الشعري الشعبي تدفق وجداني كتدفق وانسيابية ماء الاهوار بلهجة متداولة تتحرك داخل دائرة الوعي المجتمعي..تكشف عن قدرة رؤيوية لواقع ممزوج بالخيال الخالق للصورة الشعرية الحالمة..المشحونة برموزها عبر مفردات موحية تخاطب الوجدان..مع تركيز على الخصائص الحسية لابراز جمالية النص وعوالمه الرئيسة للوجود بكل مكوناته..
ـ والهور التكوين المائي..المكتنز بخيراته الاقتصادية مع امتداده التاريخي الذي اشار اليه الاثاري طه باقر في (تاريخ نبات البردي)المعروف عند السومريين بـ (اربتو)الذي صنعت منه بعض القوارب والحصر التي اطلق عليها(ارشو اربتي) اي فرش البردي..
ـ الهور تسمية تعني (البياض والنقاء) الذي تنتشر على امتداداته المائية خضرة القصب والحلفة الذي تتخلله الاكواخ القصبية الطافية على سطحه المائي المنسوجة تشكيلاتها منه..والتي اكسبت بلاد سومر تسمية(ارض سيد القصب) كما يقول طه باقر في ملحمة كلكامش/ص11...وسمي بـ (سيد نبات الهور) لاعتداله وانتصابه..الذي حضر في نصوص بعض الشعراء الشعبيين:
بعد وياي ما صدك وعدلك
جثير اظهر من عيوبك وعدلك
ابعجد الكصب لو حطك وعدلك
سنه او تطلع طباعك ذيج هيه
ثم وضع مردوخ القصب على وجه الماء ونثر التراب على جوانب ذلك القصب لكي يهيء للآلهة المساكن التي تهواها افئدتهم.
ـ الهور.. ومع الامتداد الزمني كان الوجود البشري قد انتشر وتفاعل مع الماء وخيراته..فاكتظت المساحة بالوجود الانساني الذي حقق على المساحات المائية وقصبها الملاذ الآمن بطولات اهلها التى وصل منها ان (احد رجالات الاهوار اصاب بفالته احد جنود الاحتلال الانكليزي فانغمس حديدها في جسد المحتل وبقي عودها بيده فهزج ملوحا به (مشكول الذمة اعله الفالة) ..واجابه آخر (رد فالتنا احتازيناها)..