لم تصلني منك اليوم اغنية او رسالة صباحية ، لم تشاكسني بلحن لعبد الحليم لتصر انه من اعمال بليغ حمدي فنبدأ الرهان انه لحن الموجي، ترغمنا على ان نحبك وانت تجعل من غرفتك المضيئة في اتحاد الادباء واحة نقاش وتبادل قفشات ضحك مع نقد ساخر لأوضاع البلاد المزرية ، احببت ان نسهر امس في بيت استاذ نهاد وتركنا لك حرية اختيار الرفقة والندماء ، يبدا هاتفك بالرنين وننزعج ، تبرر انها رسائل التواصل المهمة مع كل الادباء بلاء استثناء ، في اخر صفوف جلسة الاتحاد واماسيها ، تختار مكانك وتصفق بحرارة ، تطالبني ان ادير ندوة ما بروح من الدعابة وقوة الاقناع ، وترفع يدك ملوحا بالرضا او ابهامك بالتأييد والقبول ، تجلجل كلماتك وترحيبك في وداع الحاضرين قائلا (يسلمك.. يسلمك ويخليك استاذنا)، نختار مجالستك وتقدم لنا بسخاء اخر الاصدارات، ترحب بمقترحاتنا مرددا الاتحاد بيتكم، تعلو ضحكاتك على بلوى السياسيين وغبائهم وتصريحاتهم الطائفية، تتندر بروح عالية من الفكاهة على زعامات الاسلام السياسي لكنك تقاوم اليأس بالأمل، يبدو ان مجالستك كانت نوع من وقاية عقولنا من الجنون، فانت تبشر بالغد القادم، تردد انهم في زوال.. ايامهم قريبة.. لكنك رحلت إبراهيم..!
ها هي امسية الاحتفاء بالفنان المسرحي المغترب كريم رشيد.. اخترت الجلوس في اخر كرسي، تصفق وتلوح وتضحك وتدعو الاخرين مرحبا بتنوع وتعدد المشاركات، تقول ان قاعة الجواهري ظلت عصية على الذبول او الهزيمة او التسييس وبقي اتحاد الادباء مرفئا للجمال والتحضر، نختتم جلساتنا بصورة جماعة عند صورة عمك الجواهري، وتختم اللقاء الجماعي بمزحة سريعة كي تظهر الصورة اجمل.. لكن صورة الوطن باتت قاتمة برحيلك الموجع اخي وصاحبي ابراهيم الخياط، الشاعر الذي نحب والرفيق المتورد بالعطاء والامل والبرتقال!
ـــــــــــــــــ
من صفحة الكاتب على الفيسبوك

عرض مقالات: