مبكّرٌ أنت في الثورة، وثابتٌ فيها، وضحيةٌ مبتسمة لأنّكَ فضّلتَ الوطن، وقدّستَ دماءَ الشباب..
فحين أُخرِجتَ قسراً إلى التقاعد قلتَ: (فدوة..)
وهذه عادة الكبار والوطنيين،
يا صديقي المتقاعد رغماً عنه، ويا شريك خطوات الدم والاحتجاج،
أنبيك أن ما يزيد عن ثلاثة ملايين متقاعد أكثرهم مثلك، حملوا شيبتهم لتفورَ في ساحات التحرير من أجل عراق يتمنونه عادلاً..
أنبيك أنهم اليوم عادوا إلى بيوتهم مكسورين بعد أن اقتطع المتربّعون على عروشهم - تحتها جثث الشهداء - نسبةً كبيرةً من رواتبهم الحزينة.
يا صديقي.. يا من أستند إلى صوته،
قلْ للحكومة:
- المتقاعدون ضيوف الوطن ومن العار عدم إكرامهم في المتبقّي القليل من أعمارهم.
- رواتب المتقاعدين ليست منّة من أحد عليهم، فقد تم استقطاعها منهم طيلة فترة عملهم درهماً إثر درهم.
- مقدار ما يُعطى للمتقاعد وإن كان كثيراً، لا يكفي دواءه ومرضه المزمن الذي تراكم عليه وهو يخدم البلاد.
- لا يمكن فرض ضريبة دخل على مبلغ موفّر ومستقطع من راتب دُفعت ضريبة الدخل عنه سابقاً.
وقلْ لهم، إن ترتيب عجز الدولة لا يتم بالاستقطاع،
ف (أبو المولدة) لن يخفّض أجوره.
و الطبيب لن يقلل (كشفيته).
والصيدلي لن يخفض ثمن (الراجيته).
وقلْ لهم خفّضوا ما تشاؤون،
لكن امنحوا الشباب الثائر فرصة عمل في مصانع تبنونها، ومزارع تستصلحونها، ليعينوا آباءهم المتقاعدين.
وقلْ لهم يسيطروا على السوق فقد أكلنا الساسة التجّار والتجّار الساسة..
وفتكت بنا جولاتهم الرخيصة، وصولات مزادات عملتهم وصفقاتهم المشبوهة..
وقلْ لهم توفير ما ينفقونه على جيوشهم الألكترونية وأبنائهم وبناتهم وأبناء خالاتهم وعماتهم وأحفادهم وأصدقاء أحفادهم؛ ليعيدوا وجبة طعام لمتقاعد ذنبهُ أنه قضّى ثلاثين سنةً من عمره في خدمة وطنٍ تُسلّمُهُ أيادي اللئام للئام.
#لا_لظلم_المتقاعدين

عرض مقالات: