صدر في برلين مؤخرا، ديوان شعر باللغتين العربية والألمانية ، للكاتبة العراقية " ندا الخوام  بعنوان قصائد محاذية للنهر.

يشتمل الديوان على مجموعة  متميزة من القصائد، التي تعكس حالة إنعدام الوزن  القصرية  التي تفرضها الأوضاع المأسوية للوطن المفقود على المثقف العراقي ، خصوصا الذي يعيش في قصره الإبداعي أو عالمه الخاص المتميز بتميز تاريخ العراق  ، بعد عقود طويلة من المنافي والإغتراب، والبجث عن الطفولة ، عن الحُلم أو لحظات السعادة المفقودة .

 ويمكن تعميم هده الحالة على معظم المثقفين العرب في وقتنا الحاضر،بعد أن تبخرت أحلام غالبيتهم أو تأجلت ، من باب التفاؤل بالمستقبل.

من نافذة الهم العراقي، تطالع ندا الخوام عالمنا الواسع بحثا عن معاني الأشياء، عن البدايات، عن مفاتيح فهم لطبيعة وغايات الوجود الإنساني ولربما حدود الوعي.

تصرخ بأعلى صوتها حنينا للعراق " المكبل بالإغتراب " والمكبل ب " القيد العتيق"، عنوان إحدى قصائدها:

” من نافذة الموت

أتأمل نقطة ضوء

ألهج بإسمك

بقافلة أمنيات...

تتلاشى من لساني

في سؤال يحز يدي...كقيد عتيق...

كيف؟

كيف سمحنا للطغاة؟

أن يُسقطوا البلاد في بحر الظلمات

يكسروا مجاديفنا

ويبعثؤونا في بحار الأرض شتاتا "

عندما يفرض الوطن قصائده الحزينة، يتحول الكاتب إلى حالة أسيرة لا يملك سوى أنين القلب الخافت، وصدى الكلمات البعيدة.

" أكثر من الهذيان

أتشبث بموجك

وأرتجف...

في ليلي المحتشد بالانتظار...

بإسم كل مواقيت التضرع

" اشتاكيتلك" يا عراق

يا عراق

ياااااااااااا عراق

:

:

يا سياب ما أوجعك "

لا نملك بعد قراءة قصائد الديون، التي تفوح برائحة العراق، الوطن، النخل، الشوارع والذكريات، سوى الإعتراف خجلا: كُلنا ساهم في صلب وذبح العراق.

---------------------------------------

ندا الخوام: شاعرة وصحافية عراقية، ولدت عام 1977 في بغداد، درست الأدب العربي والتربية وإدارة الأعمال في العراق، عضو في إتحاد الصحفيين العرب في الإتحاد الأوروبي، ومركز الشرق الأوسط للتنمية وحرية الإعلام. وهي أيضا عضو في الجمعية العربية للثقافة والفنون وجمعية الكتاب المصريين. صدر كتابها الأول " خيانات بنكهة فرنسية" عن منشورات ضفاف، بيروت.