أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، مؤخرا، بيانا عن اجتماع اتحادات أدباء المحافظات، بشأن الانتفاضة الشعبية والموقف المناهض لتمرير المرشح الحالي لرئاسة الوزراء، وعمليات القمع والقتل التي مورست بحق المتظاهرين السلميين والتأكيد على تلبية مطالبهم المشروعة. وفيما يلي نص البيان:
آن للعراق أن يولد من جديد
أيها العراقيون الأفاضل..
الأديبات العزيزات..
الأدباء الأعزاء..
سلامٌ لكم وأنتم تسطّرون بأفعالكم وأقوالكم ملاحم التحدي والنضال الثوري الهادف للحق والإصلاح.
وبعد..
انطلاقاً من الروح الوطنية التي حملها الأديب العراقي على مرِّ الأزمان، وتجسيداً لمبادئ العدل وحرية الشعب في العيش والكرامة، اجتمعت اليوم في بغداد اتحادات محافظات الوطن الأبي والثائر ضد الخراب والظلم والطغاة الفاسدين، لتعلن موقفها الواضح والصريح من السلطة القمعية التي جابهت الأبرياء بالقنص والقتل والترويع والاختطاف والتهديد، ولتعلي الصوت في وجه الساسة المتنفذين الذين أدخلوا البلد في دوامة الفشل، ومازالوا مصرين على انتهاج السوء طريقاً للمأساة، حين جاؤوا برئيس وزراء مخالف لكل المواصفات، وحكومة تتناهبها الأحزاب الموغلة في الدمار وسبل الضياع.
أيها الأحبة الكرام..
إن اتحاد الأدباء قالها وسيستمر بقولها مدوّيةً:
لا .. لحكومة قتلت شعبها
لا .. لبقاء الفاسدين والمتسلطين
لا .. لاستمرار المحاصصة
لا .. لتكليف مرشحين مرفوضين من ساحات التظاهر
لا .. لتغييب صوت الشعب وانتهاك حقوقه
لا .. للظلم
لا .. للطغيان
إن القوى السياسية المتنفذة التي صنعتها ماكينة المحاصصة المقيتة، مازالت تمارس سطوتها في تجاهل مطالب المواطنين الحقة، ومازالت تقدّم المقترحات السيئة التي لا تنقذ الوطن، لذلك صار لزاماً على الشعب أن يستمر في المطالبة بحقوقه المسلوبة، وأن يتواصل في التظاهر السلمي لنصرة الحياة، والأدباء أرباب الكلمة الحرة والأصيلة معكم، مع الجماهير مع الناس مع الفقراء، وصوتهم ناطق باسم الحرية والخلاص.
فباسمكم..
باسم اتحادات البصرة ونينوى وذي قار وكركوك وميسان وصلاح الدين والمثنى والأنبار والنجف وديالى وكربلاء وواسط والديوانية وبابل واتحاد الأدباء السريان، وباسم الأصوات المؤيدة، والمقموعة في كل شبر من هذا الوطن الأبي، باسم بغدادكم وعراقكم بأقضيته ونواحيه وقصباته، بجباله وسهوله ومياهه وصحاريه، سنتكاتف من أجل رفض الدمار، ونتعاضد لنصرة الأغصان التي أحرقتها نيران تجار الزيف الذين ابتلي الوطن بهم، ولن نرضى بأقل مما نادى به المتظاهرون والمعتصمون، من رفض للسياسة التي جرّت البلد الى هذا المستنقع، فهبّوا للضغط من أجل الإسراع في محاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم الى القضاء العادل، وتعويض أسرهم، وتطبيب الجرحى والإفراج عن المعتقلين، والكشف عن مصير المختطفين، ومن أجل قانون انتخابات عادل ونزيه، ومن أجل شرائح مجتمعية تمارس دورها الفاعل في بناء الوطن وتقضي على المحسوبيات، إلى غير ذلك من المطالب المستمرة لأبناء العراق.
هبّوا من أجل الشباب، من أجل مستقبل يليق بالعراق، مستقبل يطرد الانتهازيين وراكبي الموجة والوجوه الكالحة، والمتغطرسين في كل الأزمان.
لقد آن للعراق أن يولد من جديد على أيدي أبنائه، وأنتم البررة والقادرون، فمرحى لكم، وبوركت خطاكم السائرة نحو الأمل.
والسلام..
الاتحاد العام للأدباء والكتّاب
في العراق
اجتماع اتحادات أدباء المحافظات
٢٧ شباط ٢٠٢٠