الاهزوجة.. لون من الوان الشعر الشعبي التي اثبتت وجودها المجتمعي تاريخيا لما لها من اثر نفسي واجتماعي.. حتى عدت جزءا من ستراتيجية فاعلة لما تصبوا اليه.. وقد تحقق ظهورها في المواقف الشعبية والوطنية من اجل اثارة العواطف والحث على التحشيد الجماهيري انطلاقا من السيميائية الايقونية الاولى لثورة العشرين ورجالاتها ..مرورا بانتفاضة تشرين وشبابها وانتهاء بثورة 25 اكتوبر ورمزها (جبل أحد) المطعم التركي..وهو يعانق رمز الثورة نصب الحرية.. حتى انها صارت وثيقة تاريخية تكشف عن اللحظة.. وتعلن عن وعي متنام لأهمية الشراكة الثنائية التي يقوم عليها الوجود الكوني من اجل التغيير (المرأة+ الرجل = الثورة الشعبية)..
نظراتج تنبض سلمية
كل متظاهر شاف عيونج حتما يؤمن بالحرية
نص الدنيه وام او قائد كملتي الموقف يبنيه..
فالنص يشكل ومضة شعرية تحريضية لطلب الحرية التي هي (وعي الضرورة) باعتماد تقنية التكثيف والايجاز الجملي والقافية الموحدة الجاذبة مع ضربة استفزازية شاحذة للهمم وداعية للتوحد..وشواهد التاريخ كثيرة على فعل واثر الاهزوجة في النفوس منها ما قاله شعلان ابو الجون بعد مهاجمته ومن معه القوات الانكليزية في الرميثة (حل فرض الخامس كوموله).. وعندما اسقط الثوار طائرة قال احدهم (يالترعد بالجو هز غيري).. وللشاعر الشيخ عبدالواحد سكر (تندار الدنيه وهذا آنه).. وللشاعرة فطيمة الظالمية بعد ان سألت اخيها عن مصير ابنها.. اجابها: جن لا هزيتي او لوليتي) فتجيبه (هزيت او لوليت الهذا).. وللشيخ مبدر الفرعون:
ما تنداس ثايتنه وحدنه
مبارد ما تحد بينه وحدنه
نشك اشكوك ونخيط وحدنه
شك ما يتخيط شكينه
وباسترجاع عجلة التاريخ نستذكر هروب (الميجر ديلي) حاكم الديوانية بعد ان سيطر الثوار على المدينة وحرروها فقال احدهم:
شارد من اهل الفوس مالك يـ (ديلي)
جربت يوم الكون حيلك وحيلي
ولما هرب البريطانيون من الرارنجية هوس كل العراق (رد مالك ملعب ويانه) و(الطوب احسن لو مكواري).. واليوم ومع انطلاق اللحظة الاولى لشرارة الانتفاضة التشرينية ضد الفساد والخراب ورجالات الصدفة.. وشعارها (السلمية والوحدة الوطنية) وهي تردد رغم القمع بالرصاص الحي والقنابل الدخانية المسيلة للدموع.. (هذا عهد.... هذا عهد... بغداد ما تسكت بعد) وردد معها الجنوب والوسط بشرائحه المنتفضة واضافوا لها...
سنمضي سنمضي الى ما نريد... وطن حر وشعب سعيد
سنحمي سنحمي قلاع السلام... ونبني ونبني عراقا جديد
ويجيب منتفضوا ذي قار..
نستشهد بس ما نستسلم... كحله يظل عين الدخان
والحبوبي يهوس بينه... ولدج ذي قـار الشجعان
فالاهازيج في التظاهرات جرعة داعمة لاستمراريتها بدينامية متغيرة لاتعرف السكون.. بايحاءات مستوحاة من التراث والفلكلور الشعبي بتغير الفاظها وفقا للمستجدات.. اذا عاشت مع الجماهير متراقصة على شفاهها في جميع مفاصل الحياة.. وكان فعلها مرافقا للانتفاضة الشعبية التشرينية ضد سلطة الفساد والدمار.. حتى تعانق فصيح الشعر وشعبيه وكان صوت البصرة المنتفضة متمثلة بشاعرها سراج محمد وهو يغني ويهزج..
ما عاد فرعون
موسى لم يعد ولدا
واخته الآن في التحرير تستلقي
قد جاء يحمل اوطانا وارغفة
وكاد يصمت لولا واعز النطق
وحدث الله عن بغداد.. عن رسل
قد سطروا وحيهم في بابها الشرقي
فقال يارب ما لي والعصا بيدي؟
اني ارى البحر درباً دونما شق
آنست نارك في الشبان..في نفق
على الفتوق التي ملت من الرتق
فقلت يا أهل قوموا لا مكوث لكم
ان العراق كابراهيم في الحرق