الى الشاعرة الثائرة الصديقة ميسرة هاشم الدليمي وهي تنتظر شهادتها في ساحة التحرير

الكتابة في ساحة وارادة الجمال ..

تنزّينَ ألمَ العراق

والأعينُ منتقاة من ميسرة الدهشة

عارية دون صراخ ..

تطلينَ ساربة من لحظة الفجر

لمنتهى الانتصار ..

مهذّبة الحنين ..

كلُّ النساء وانتِ

تتبع شهوة البوبجي الغاضبة

 في وجه الرصاص والدخان ..

والدموع انتقاء العراق

للمطر المنتظر في ربيع الخريف ..

تشرين احلى ..

تشرين انقى ..

تشرين ثورة .. وانتفاضة الكبرياء ..

تشرين رجولة أنثى ..

في بريق عينيك يا ميسرة ..

وأنا أجوبُ السطور

اراكِ في انطلاق التُّكتُك

نحو أفق الرحيل الى عنق السماء ..

تشرين في عينيكِ أُنثى

 تشرين ثورة من ماء ونار  ..

يا من وهبتِ

 مساء الثورة نورا

وفجرها نشيدا وازدهارا..

وروح النساء جمالا

وعزم الرجال صلابة ..

سترتُّلكِ خيامُ التحرير

بدفء المحبة آذاناً

وقدّاساً وصلاة نعيم

.. امرأة حافية الشفاه      

والاغنيات  ..

صدّاحة بلقاء الشهادة

وعزف الاغتيال ..

على مرأى من الأعلام والرايات ..

سيكتظ بكِ حنيني

وتمرح اشواقي

حين لا أجدُ اسمك

على الصفحات

مؤطرة بنادائكِ  الموشوم

على وجوه الثائرين ..

قدّسَ الله سر  نجواكِ

وخفوتكِ ..

ولا غرابة إنّا معك

راحلون ولو بعد حين ..

 ودم العنقاء ماء زمزم للصابرين ..

ألمْ أقلْ  لكِ

انَّكِ عارية من الصدمات الكسيحة ..

والحروف الصدئة ..

تكتبينَ فنجان الثورة

في فجر أحمر

 دون حبر معتّق النشيج

او ورق احمق في بياضه ..

ما لهذا الجسد النازح

لأعالي تخوم جبال الثورة

 دون سلالم او سيقان دافئة

بالصوف الرمادي ..

ايتها الأميرة الساطعة

في المقاهي المورقة بالطواف المقدّس

كنتُ المحُ في عينيكِ

بارقتي

وهجاً وقدحاً من شعاع لا يخبو

في وضح نهار البرد المتحرر

من قرصة الجوع القاتم

والصداع  ..

ليست رمادية

 فتون قصيدتكِ الطالعة

للأبديّة

 من جوف ذاكرة التحرير 

مدى العمر ..

 الهاربة من وجعي وقصيدتي

الى وجع الجسر المحمّلِ

بأسى العراق الى العراق

... ما زلتِ 

تأسرين قلوب المتخمين

بالحروف

 حروفاً ليس لها عناق

سوى عناق الدماء

على علم العراق ..

كوني كما أنتِ

أنثى تنزع ثوب جسد القصيدة

لترميه على مسمع الثائرين

 أيقونة من الصبر والشتيمة

شوكاً بالطامعين  ..

 ازفَ الوعدُ بإنهيار الخائفين

 من بريق عينيكِ في لغة قاتلة ..

أكنتِ هنا

أكنتِ هناك ..؟

المسُ 

الشمس تتخطّى نحو سُراكِ ..

ما ضرَّ لو ترسمُ الصباحات

في روضة النهر شذاكِ ..

ميسرة مغمورة

في خمرة النوم مع العشاق ..

عشاق السفن الجاثمة

في خيام المترفين

بأنواع النعم البابلية

وصلوات السومريين ..

ابناؤها الساطعون بهدير الدم ..

والبخور فوق مزهريات التحرير 

والشموع و الياسمين ..

أَنّى أُغنيكِ؟

وانتِ غنوةُ المنايا

في بكاء الشتاء والصابرين ..

ورقصة الربيع والسلام والآمنين ..

ذريني .. حملتُ فاتحة شفاهكِ

موجةً واغنيةً وقصيدة ..

فما بالكِ .. ترهقينَ ارجوحة العمرِ

باهتزاز الشفاه ..

هو ذا الفجرُ متورطٌ انه زاحمكِ ..

وكذلك الشعراء ..

مدّي يديك لاستباحة الغيوم ..

فقد هوى النجمُ

والحَمامُ ما زالَ طريّاً ،

طروباً في أعين النساء ..

وما الخاسرُ فينا سوى الوطن ..

كومة القصائد، بهجتها العذرية، ..

يدٌ ساخنة على جدار الروح،

والبرد يلسع شوقي اليكِ..،

إيقونةً مجدليّة

ما زلتُ ملتاعاً

 أفترشُ بساط الورد على الدربِ

يا صمتي القابع في رئة الهدهد ..

هدهد الروح نزاريّاً كان هناك

في أقصى أديم التحرير يغني صباهُ ..

وأنثاهُ ما عادت تلوح في أُفق  اللقاء .

لم أحصلْ على تأييدٍ يسرُّ لوعتي ..

سأشعل حرفي في فم العندليب

صباح الكرامة ..

لكني لا أقترف الرصاص ..

فخربشة الأطفال

تزأرُ في جدار الذكريات ..

وما من رحيل الى حلم لا يهدأ

في ليالي الشتاء ..

باسمك أنتِ

مددتُ يدي لتراتيل النوم

علّني لا أصاب بالجنون

من فراقكِ واشتياقي

لأساطير الميلاد ..

قدّاس الجمال

 يحاورني في فاتحة الغياب ..

هلّا أفيقي يا غضبي

والعني قرارات القدر ..

وأومضتِ ثانيةً وثالثةً ...

ومائة ..

وبعدها سوف تأتلقين

على دمعة الهاتفين

يا ميسرة ..

يا امرأة مالها في الدُّنى 

سوى الحبيب الأول   

والآخر ..

وطن من رموش وضحكة

 وبقايا رصاص

يومض في عنفوان الصدور

سمّهُ الدسم الأدسمِ ..

الليلة ليلة عُرسك

في غطاء العَلم ..

الليلة ليلة حتف المخاوف

ورقصة الغصون

بين ظلال القمر ..

فالصباح رغيف منتظر ..

والسراب ماله من نهار ..

في يقين القَدر ..

 فلتلهجي بنوايا الحنين

الى ذاك السهر ..

 فمائدة العراق فطور النساء

على شفاه النهر ..

عرض مقالات: