أمام صورة قديمة لعائلتي

تشبه صالة عرض مهملة غادرها الرواد اضع نفسي انبش في زواياها بحثا عن مقعد فارغ لأجلس هيئتي الآن وقد تخطفني القلق لكن الأرض لا تشبه الصورة ..بعيدة هي نجوم ذاكرتي

- في الصيف كنا ننام على السطح

تحكي لنا عن لعابة الصبر- ( لعيبة الصبر منهو صبر صبري) لا احد في صورة العائلة يخبرني وأنا اعثر على قطعة من حياتي باحثا عن متحف يضمني

عن صيف , عن سطح , عن جدتي في الصورة القديمة

امام صورة قديمة لعائلتي

موجات من الحزن اجتاحتني، لأسباب تتعلق بعائلتي ذاتها .. ابي مثلا في الصورة كان يحدق بسياطه التي تركها انتماؤه اليساري .. بصناديق البيبسي كولا التي حملها على ظهره حين كان مطاردا في بغداد ومفصولا ومحكوما بالاعدام ,,بسجن الحلة بعدها ايام المحنة حين كان الجحيم يطارده بعيون الريبة وحين مات همست له

لا تحزن ما زلت في القلب

اعني "طريق الشعب"

ابتسم ابتسامة خفية في روحي ..اختفى في قبره كما الصورة الان باهتة بلا الوان الطفل بجانبه لا يذكرني بشيء إلا بي عندما افزعني كلب جارنا ومزق (دشداشتي) الجديدة وحين قرأت جدتي كل تعويذاتها وآياتها اصبت بطفولة مرعوبة من كلاب كثيرة في حياتي

كلاب تختفي خلف الصورة

تنبح طوال تلك السنوات التي غابت ,

يقول جارنا ان سجناء هربوا من سجن الحلة , في الصورة لم تكن الملامح واضحة ولا خطة هروب ابي من عيونهم الرصاص كل ما ظهر شجرة هرمة يتكئ عليها ابي وحين اقتربت اكثر لمحت حروفا لكن الزمن بصق عليها بعذاباته لهذا لم تتضح تماما .

في اليسار هو لا يشير فقط يحدق

لجنوب ودم ينحدر من الصحراء

الصحراء ثوبه القديم

لكنه فضل اليسار

تماما كما اختار امي في صباح تموزي

يقول ابي

اختلفت الروايات في المدن

في الصورة

وجهه برتقالة عصرتها أياد كثيرة

أياد  تختفي وتظهر

مسكوت عنها في الصورة

لكنه كان يمسك يدي فقط

لائذا بأحلامه التي خبأها تحت (دشداشتي الجديدة)

كلاب مزقتها

أياد تلاقفتها

حصارات

وحروب

على شاهدته

فضل ان يكتب هنا يرقد اليسار

لكن الاياد الخفية صفعته بعيونها

هرب بقبره

كومة عظام وسياط

عرض مقالات: