الأفرو آسيوي، ذاك المجند في اللا حرب،
أو ذاك العامل الزراعي في حقول الشاي السريلانكية
أو الذي يأخذ شكل آرثر رامبو وهو يعمل وسط خلايا النحل في سهول اليمن السعيد،
نصف عار يمسك بيدي، قد أغيب عنه عند حدوث انقلاب في الكاميرون، أو وأنا اتابع انفجارات مرقد عبد الله بن علي، أو اتحقق من حالة اغتيال زعيم عربي،
قد يتعقبنا أحد الطالبانيين، لم نكن نشكل تجاوزا على استقلال دولة ما،
ننام ليلنا نهارا، لنبتعد كثيرا عن مقاتلي --الخمير الحمر --أو عن البلجيكي الذي يقاتل تحت لواء ابو حفصة الشامي،
الافروآسيوي كان ذا شعر مجعد، مغرما بالرز الفيتنامي، بطيلسانه البرتقالي يعبر مضائق و قنوات، عندما أقفرت هيروشيما من أهلها لم تكن التي حملته تسعة أشهر قد توحمت باحتلال امريكا اللاتينية،
أو أن يتعلم جنابي اللغة الانكليزية، كي أقرأ راوية --اطفال منتصف الليل --لسلمان رشدي،
الافروآسيوي لم يعد يتذكر تماثيل بوذا،
لم يعد غير مهتم بالنساء، بل أراه يستقبلهن بخشوع كأنه في معبد ما، بات يشجع الآخرين على مناهضة الطغيان، ويدعو الى أشياء اسمها الثورات، وما زال يتذكر مغامرا اسمه تروتسكي ،
كم من المسافات ما بينك ومكسيكو ستي؟ لكي تحضر مراسيم ما سيحدث!
مرات أجده ذاك الصديق الذي يتابعني عند حلول العتمة حصرا،
يعتمر قبعة مصارع ثيران، ومن خلفه العشرات من الانتفاضات،
يدخل قمصاني التي على الجدار، ليخرج منها كالملسوع،
غير تارك من ورائه سوى دارتنا المشتركة ذات الطبقات العديدة،
دارة تشبه ليلا مضاء بجنوب آسيوي،
أقصى افريقية يخرج من رأس الرجاء الصالح مع شيء من البلل الذي يصيب قذاله، وليتوقف المد عند قدمي امرأة على شكل بخار، يطلع من جسده الذي كأنه الصحراء العربية، يرضع ثدي ناقة فقدت حوارها، أو يتابع نجما يطلع من الشرق،

عرض مقالات: