بوهج طفولتي..بسُحبها المنتشرة
هنا..وهناك..أتذكرها
هاشمية..جارتنا الكحلاء
نخيلةٌ فراتية
أتعبها اليتمُ..في أول غيث
تناهى السمع..أبوك شهيد الارض المغصوبة
وفاق الجوعَ..ألم الجرح القاني
هاشمية..تموجت..كسريان النهر
من بيتٍ..لغيره آخر
هدّها خوف اليوم الآتي
كأي وجهٍ عراقي
في غياهب الجدران المغلقة
يتكفلها العمُّ..الشيخ الطيب..جار العمر
كان يحب الارض..الموسيقى..
وصرت أراها
بكل صباح
تسوّي باب الدار..بمكنستها الخضراء
وترّش الماء..فوق تراب الشارع
لتخلق منه..ساحاتٍ حلوة..لنمرَّ عليها
لمدارسنا..
وجاء العريس
ليطوي سحبَ الهمٍ
نادتني مرة
لتريني ماحملت تبعات السوق
للعرس الآتي
ماترسمه عيناها..ليومٍ آمن..وبيتٍ آمن
كي يحملها
بشأن صباح
وحصانٍ ابيض
لم تدر..وكيف ستدري
بخريفٍ أصفر
يسمو فوق الحلم المكبوت
وجاء الفجر
وجاءوا به
محمولاً ..تحت العلم المرموق
العلم الموقوت..هل صار شهيدا
أكرهه..صاحت ..هذا العلم النازف
أوقد عمري..من أرسله
تحت تعازي الحرب المجنونة
ضاع طريقي..وضعتُ
بشمال الوطن الرابض تحت السيف
راح الفارس..
صرختها شقت موج النهر
هاشمية..لم أرها منذ هدير اللحظة
لأصحو عند صباح
وأجدَ الشارع يشكو
هاشمية..أيتها الموؤدة
أينك..ضعف العم
وجدت سلتها عند الباب
رحلت هاشمية
رحل الشارع كله
لانعلم أين..قالوا..في أسواق الكاظمية
وقالوا في ساحات الباب الشرقي
تتوسدُ أرصفة البؤس
وضاعت هاشمية
وضاع الوطن..وبات الليل طويلا

عرض مقالات:

مقالات اخری للكاتب