سيبقى بصري مدى العمر وفيّاً مديناً للفجر،

ولطيفه المُبهر بالألوان ..

محياه لا يبارح أزمنة الحلم..

وما أعذب غَسقَ حزنه،

فكل يومٍ يُطلّ على سيمائي،

يغسلُ همي من الألم..

ابكي لفراغِ عم روحي..

الشاعر والفنان التشكيلي حكيم نديم الداوودي

صدق هذا الشاعرالمبدع في ابياته انّ وجهاً مشرقاً كالخياط ابراهيم ترك فراغاً وفراقاً وخراباً في مدن الوفاء والمواقف الجميلة... حقا ان القلم ليعجزعن وداعك يا راحلنا الكبير، فكنت نعم الصديق ونعم الرفيق...

فوداعك الخاطف سحب بساط السعادة والذكريات من تحت أقدامنا ، انْ حرمنا الزمن اللقاء بك، فلن ُيحرّمنا ابداً عن ذكراك، أنك في قلبي وفي فؤاد محبيك.. أعدك يا صديقي وعد الاوفياء انْ لا أنساك وانت الآن في جوار ربك ستعيش وتخلد في ضمائرنا مع ديمومة مبادئك السامية وشمائل اخلاقك العالية وتبقى نبضً حياً ترشدنا نحو معالم الطريق الذي سلكته طيلة حياتك الحافلة بالنشاط والعطاء، والعامرة بالمواقف الانسانية وبذل العطاء المستمرفي سبيل تنوير المجتمع نحوغد مكلل بالامان وحرية تعبيرالرأي بلا قيود وضمان سعادة وازدهار لشعب منذ عقود وهويتوق لنشر المحبة والوئام وتثبيت دعائم الازدهار.

لا أدري عن ماذا اكتب يا خياط؟ عن سرد نزاهتكم وسيرة ثقافتكم ام عن اخلاقكم وصدقكم وعن تعاملكم الراقي مع لطائف اناسٍ احببتهم واحبتكم، والتواضع واحترام الاخرين كانت عناوين دائمة لكم لمبتدأ اصبوحتكم واماسيكم؟ عن ماذا اكتب؟ اكتب عن سيرتكم الحافلة بالمواقف الجميلة والمحطات المضيءة بالعطاء والشمائل التي تشهد لكم على علو قامتكم الانسانية والثقافية الاجتماعية مع جميع المكونات الاجتماعية .

اكتب عن ماذا؟ وانا لهذه اللحظة اعيش صدمة ولم افق منها وكيف اصدق رحيلك الموجع اكتب عن ذكرياتي التي لا تنسى يوم ألتقينا في خانقين ولأول مرة في مقهى عبد المجيد لطفي عندما أصبحتَ رئيساً لجمهورية البرتقال من خلال قراءتك لقصيدتك الرائعة عن مدينة بعقوبة، مدينة الشعراء واريج القداح والبرتقال. فقد قضيت معك أوقاتًا جميلةً في خانقين وسهرة على سد نهرالوند، مفعمة بالتألق ودردشة استعادت فيها ايام الماضي من النشأة والميلاد والحب والثورة وعشق المبادئ حتى الرمق الاخيروكنت على أمل أن نلتقي في مجيئي القادم ولم ادر انّ القدر سيحيل بيننا ، بالوداع الابدي وأن نفترقَ بهذه العجالة

حقاً تعجز الكلمات في رسم مرارة وداعكم، يا صديقي الشاعرالنبيل، انت في القلب ستتألق اكثرإشراقاً، فهل كنت مجبَراً على هذا الرحيل بغيرأوان ام كنت مع موعد خفي مع الاقدار وانت تمر مع ثلة من محبيك بين بغداد واربيل وتنثرعلى انغام صوت فيروز ورد المحبة والوداعية وتقول للعصافيرالطائرة تمهلوا قليلا سأحلَق معكم ومعي قصائد موشاة بالحنين ولي رغبة لاستراحة محارب كاد ان يقول لمناصريه ولونده الوفي وداعا ... ساغفو قليلا لاستلهم ساعاتي الجديدة في عالم اخراكثر امناً، لا فيه مللٌ ولا وجلٌ ، ولا دوي مدفع ولا غيابٍ بلا عودة .. لك سلام .

والمٌ وتحية اكبار، واكاليل من المودة الصادقة وانت تدشن غياب عالمك الجديد بابتسامةٍ عطرة وكلمات خالدة تظلّ تعبق بالحبق والورود.

عرض مقالات: