التراث الشعبي هو كل ما ينتقل من عادات وتقاليد وآداب وفنون ونحوها من جيل إلى آخر، وهو يشمل كل الفنون الشعبية من شعر وغناء وموسيقى ومعتقدات شعبية وقصص وحكايات وأمثال تجري على ألسنة العامة من الناس، وعادات الزواج والمناسبات المختلفة وما تتضمنه من طرق موروثة في الأداء والأشكال ومن ألوان الرقص والألعاب والمهارات. والتراث الشعبي يعكس ما توصلت إليه حضارات الدول، فأي حضارة لا تكون حضارة عريقة ولها جذورٍ تاريخية إلا بمقدار ما تحمله من شواهد على رقيها الإنساني، ولكون الإنسان عبر مسيرته التاريخية يحاول أن يرقي بنفسه، فارتقاؤه هذا ينعكس على ما يخلفه من سلوكيات تتأصل في حياة الناس. إن التراث الشعبي ثروة كبيرة من الآداب والقيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافة المادية والفنون التشكيلية والموسيقية، وهو علم يدرس الآن في الكثير من الجامعات والمعاهد الأجنبية والعربية لذا فإن الاهتمام به من الأولويات الملحة. وتعريف التراث الشعبي بمفهومه البسيط هو خلاصة ما خلَفته الأجيال السالفة للأجيال الحالية لكي يكون عبرةً من الماضي ونهجاً يستقي منه الأبناء الدروس ليَعبُروا بها من الحاضر إلى المستقبل. ومن الناحية العلمية هو علم ثقافي قائم بذاته يختص بقطاع معين من الثقافة (الثقافة الشعبية) ويلقي الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية. التراث الشعبي عادات الناس وتقاليدهم وما يعبرون عنه من آراء وأفكار ومشاعر يتناقلونها جيلاً عن جيل. ويتكون الجزء الأكبر من التراث الشعبي من الحكايات الشعبية مثل الأشعار والقصائد المتغنّى بها وقصص الجن الشعبية والقصص البطولية والأساطير. ويشتمل التراث الشعبي أيضًا على الفنون والحرف وأنواع الرقص، واللعب، واللهو، والأغاني أو الحكايات الشعرية للأطفال، والأمثال السائرة، والألغاز والأحاجي، والمفاهيم الخرافية والاحتفالات والأعياد الدينية. كذلك فكل الناتج الثقافي للأمة يمكن أن نقول عنه "تراث الأمة. لا حضارة بدون تراث لأنها ستصير حضارة طفيلية ترتوي من تراث الآخر دون تراثها شأن الطفيليات التي تتقوت مما تنتجه الأشجار الأخرى فما إن تحبس عنها الأشجار قوتها حتى تندثر مهما بلغت طولا وعرضا. بل يجب أن تكون الحضارة أصيلة لا تبعية عندها، مستقلة تملك جذورها العميقة. تستخدم مواد التراث الشعبي والحياة الشعبية في إعادة بناء الفترات التاريخية الغابرة للأمم والشعوب والتي لا يوجد لها إلا شواهد ضئيلة متفرقة وتستخدم أيضا لإبراز الهوية الوطنية والقومية والكشف عن ملامحها. التراث والمأثورات التراثية بشكلها ومضمونها أصيلة ومتجذرة إلا أن فروعها تتطور وتتوسع مع مرور الزمن وبنسب مختلفة وذلك بفعل التراكم الثقافي والحضاري وتبادل التأثر والتأثير مع الثقافات والحضارات الأخرى وعناصر التغيير والحراك في الظروف الذاتية والاجتماعية لكل مجتمع. ويتنوع التراث باختلاف ما تحمله الجذور. اما العلاقة بين التراث الشعبي والثقافة الشعبية، فهي (علاقة تتأرجح بين التراتبية التأريخية او التأويلية، فضلا عن تحولات كل مصطلح وتفرعاته) كما يقول الدكتور صالح زامل. وقيل إن أول من استعمل كلمة "فلكلور" للدلالة على الآثار الشعبية القديمة هو العالم الإنجليزي توميذ، وقد صاغها من كلمتين هما: "فولك" بمعنى: الشعب أو الصف من الناس، و"لور" بمعنى: الحكمة. ان الخلل المعرفي في إيضاح الفروق بين المصطلحين يدفعنا للقول ان (التراث الشعبي) هو الموجود الفعلي من المادة الفلكلورية ماديا وفكريا فيما تأتي (الثقافة الشعبية) لتدرس النتاج الفلكلوري وتحلله وتعيد بحث تفاصيله بالدرس والمقارنة. ويؤكد الدكتور صالح زامل "ان مصطلح الثقافة الشعبية هو مصطلح عراقي ظهر في تسعينيات القرن الماضي في الصحافة المحلية العراقية واستمر الى يومنا هذا في صحيفة المدى بعد التغيير وجريدة طريق الشعب وجريدة الصباح وقد خصصت هذه الصحف صفحة أسبوعية لبحوث ودراسات ومقالات تجمع بين التراث الشعبي والثقافة الشعبية.

ادب شعبي