بدأ المدعون العامون الأتراك تحقيقات واسعة مع  كُتاب عديدين   بمن  فيهم  الروائية  الحائزة على جوائز عديدة  أليف شفق ، فيما وصفه نشطاء بأنه تهديد خطير لحرية التعبير.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب نقاش شرس حول وسائل   التواصل الاجتماعي اتهم فيه روائيون يعالجون مواضيع صعبة  مثل إساءة معاملة الأطفال والعنف الجنسي بالتغاضي عن هذه الممارسات  ،  فبعد  مشاركة  صفحة  من  رواية  عبد الله شفيكي  على تويتر في وقت  سابق  من  هذا  الأسبوع  ،  قالت  وزارة  الثقافة  والسياحة التركية  إنها  قدمت  شكوى  جنائية  ضد  الكاتب  ، ووفقاً لمنصة الأخبار  التركية  Ahval، تضمنت  الفقرة  سرداً  أولياً  للاعتداء الجنسي على طفل ، وأفادت أن نقابة المحامين في تركيا قد تقدمت أيضاً   بشكوى   تطالب   الحكومة  بحظر  الكتاب  واتهام  مؤلفها وناشرها  "  بإساءة   معاملة   الأطفال   والتحريض  على  أعمال إجرامية" ، وقد تم احتجازهم فيما بعد .

أما  مديرة  القلم الإنكليزية أنتونيا بيات فقد قالت : إن منظمة حرية التعبير " تشعر  بقلق  عميق " بشأن  التهديدات  التي تتعرض لها شفق  وقالت بيات :

"إنها كاتبة موهوبة للغاية ويجب ألا تكون جريمة كتابة الخيال أو التعليق على  العالم  الذي  نعيش  فيه " ، حرية  التعبير  في تركيا تتعرض  بشكل متزايد الى تهديد خطير ، يوجد الكثير من الكتاب في السجن بينما أُجبر آخرون على النفي".

في عام  2006 ، حوكمت شفق وتمت تبرئتها من  تهمة " إهانة تركيا " ، بعد أن لاحظ ممثلو الادعاء شخصية في روايتها The Bastard of Istanbul"   لقيطة   اسطنبول "    تشير    إلى   مذبحة  الأرمن   في  الحرب  العالمية الأولى وتصفها  بأنها إبادة جماعية  ،  بينما  تقر  الكاتبة شفق بأن الاعتداء الجنسي يظهر في بعض خيالها وأنها  رفضت  تماماً  فكرة  أن  هذا  قد  يعني   أنها تتغاضى عنه ،

وقالت : " إنهم  لا يفرقون فيما إذا  كتبت  كاتبة عن هذه الموضوعات  الحب الجنسي والعنف الجنسي والتحرش الجنسي  وبين هذه الجمل التي تُستخرج  من  الكتاب  كما لو كنت أدافع عن التحرش الجنسي " ، إنه  عكس  ذلك  تماماً ، لقد  ناضلت  طوال حياتي من أجل حقوق المرأة  وحقوق  الأطفال  وحقوق  الأقليات ، لذا فإن هذا النوع من الاتهامات  بالنسبة  لي  لا أساس  له من الصحة ، وأيضاً يعني أن الكُتاب لا يمكنهم الكتابة عن هذه الموضوعات بعد الآن  " .

ووفقاً  لناشرها  في تركيا  دوجان كيتاب ، فإن شفق " كانت دائماً كاتبة للنساء والأطفال وحقوق الأقليات ".

وقال كيتاب : " قضايا مثل التحرش الجنسي وسفاح المحارم هي جروح  اجتماعية " ،  وبالطبع  الأدب  يدور حول تلك  الجروح  وأليف شفق هي أحد أفضل المؤلفين الأتراك الذين يتحدثون  عن الضحايا والأفراد المصابين ، كتبها هي هدايا ليس لنا حسب بل للأدب العالمي".

وتركيا  لديها  واحدة من أعلى معدلات زواج الأطفال في أوروبا  وفقا  لمنظمة  مكافحة  زواج الفتيات القُصَر حيث  يقدر أن 15في المائة من  الفتيات متزوجات قبل سن 18 و 1 في المائة متزوجات قبل سن 15. ووفقاً لشفق ، توجد مشاكل مماثلة في بلدان أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط  ، وقالت :

" نحتاج  إلى  حركة  نسائية  قوية  ووعي  بنوع  الجنس، يمكن للأدب  القيام  بدور  مهم  في حالات  كهذه، لكنهم الآن يهاجمون الكُتاب  لأنهم  الأقرب  إلى عرض المشكلة بالصورة التي يفهمها ويتقبلها الجمهور ".

ــــــــــــــــــــــــــــ

عن صحيفة "الغارديان" البريطانية