..." سجين من الأورغواي يكتب على اوراق السكائر، واليونسكو تسجله في سجل ذاكرة العالم".. وانا اقرأ هذا الخبِر الذي بثته احدى الفضائيات، لا اشك ان جهة ما، او مؤسسة ما تبنت موضوع هذا السجين وأوصلته الى اليونسكو ثم ليدخل بعد ذلك في سجل ذاكرة العالم.

 هل تتذكرون معي ان شاعراً مقاتلاً كتب ذات يوم وقبل اكثر من اربعين سنة ملحمةً شعريةً على اوراق السكائر.. لم ننس تلك القصيدة الفذة التي اسمها.. كبل ليلة.. :- "هلي كتبتلكم مكاتيبي على وركات دفتر البافرة..."

نعم انه عريان السيد خلف هذا المناضل الشاعر ، لا السجين الاورغواني الذي ربما سجن لجريمةً ما .

من أين لنا بمثل تلك المؤسسات او الجهات التي تتبنى روائع فنانينا وادبائنا ومبدعينا .. اية جهةً او اية وزارة ثقافة تبنت محمد مهدي الجواهري شاعر العرب الأكبر لترشحه الى جائزة نوبل؟!!

اية نقابة واية وزارة نوهت او اشارت ولو من باب الذكر الى ان صحفياً عراقياً كان يكتب عموداً او افتتاحية قبل اكثر من خمسين سنة لتقرأ من شمال العراق الى جنوب الوطن.. هل تتذكرون معي عبد الجبار وهبي وهو (ابو سعيد)؟!!

لماذا يغلق البعض نوافذ اليونسكو وسجلها عن "ناهدة الرماح".. وليدلني احد من نقاباتنا واتحاداتنا ووزاراتنا عن فنانةً تفقد على خشبة المسرح نظرها ثم لتواصل العرض وتكافأ بمهمة البحث لا عن عينيها بل عن وطن طالما حلمت به.

هل تعلم اليونسكو وسجلها "ذاكرة العالم" ان قضيةً جنائية ذات طابع سياسي لم تحسم قضائياً او اجتماعياً الا بعد اكثر من اربعين سنة كما هو حال قضية "صويحب"...

 ثم اين هذه الجهة او تلك من معاناة واوضاع ذلك "الريل" الهادر وهو يوقظ "حمد" لينشر بشارته في ارجاء الوطن ؟

في ذات مرة قرأت عن شاعر شعبي في احدى الجمهوريات السوفياتية السابقة واسمه "دجمبول" حين توفي هذا الشاعر كان في تشييعه اكثر من اربعمئة الف شخص ولم يكن هذا الشاعر افضل واكثر ابداعاً وانتشاراً من مظفر النواب !

وانا اسمع واشاهد من احدى الفضائيات الشاعر عريان السيد خلف وهو يقرأ ملحمته الأثيرة "كبل ليلة " في احتفالية" الغموكة "، قلت، لا عليك سيدي باليونسكو وغيرها فأنت منذ زمن طويل دخلت في سجل ذاكرتنا واستوطنت ضمائرنا وعقولنا لسبب بسيط.. بسيط جداً ، لأنك علمتنا ان:- ... "ابنكم باعته الدنيا ولا باع"...!!!