• الروائي حميد الربيعي

تختلف ذائقة القراءة ما بين امرئ وآخر، اعتمادا على المجسات الجمالية، التي تؤشر بهذا الاتجاه أو ذاك، فهنالك من تأخذه  الثيمة ويعدها من الأهمية بان تكون قياسا على نجاح العمل أو لا، في حين أن ثمة من ينظر إلى التقنية باعتبارها المعيار الفعلي لمقدرة الكاتب على الإبداع . الرواية العراقية قصيرة العمر عند تماثلها لمدارس السرد الحديث وانفتاحها على الموضوعات الأكثر جدية في الحياة العربية، التي كانت تعد حتى وقت قريب من المحرمات، المقموعة، والتي يحضر تناولها، بيد أن الرواية العراقية،  بما أتيح لها من حرية المناورة، اقتحمت هذه الثيمات وفرضت وجودها من خلالها  . هنالك أسماء رسخت في الكتابة السردية خلال الأعوام الأخيرة وفرضت إنتاجها ، عبر التواصل مع الحراك الثقافي أو الرصد لصيرورة السرد. لقد استمتعت فعلا بروايات (أسد البصرة) و(مقتل بائع الكتب) و(عذراء سنجار) و(فاليوم 10) و(ما لم تمسسه النار) وغيرها من الروايات، التي صدرت خلال العام الماضي.

الرواية العراقية لم تكن قريبة من الحدث العام، كما هي الآن في هذه المرحلة، بالرغم من إن عمر الرواية الآن يقارب الثمانين سنة، ألا أنها استطاعت أخيرا الخروج من شرنقة بنى الفوقية للدولة لتدخل في أحضان المجتمع، بالذات أبناء المدن، الحاضن الطبيعي للرواية، وهي بهذا قد أزاحت الكثير من المرويات والطرق القديمة ودخلت في صلب العملية السردية الإبداعية .

 إن التجسيد الفعلي لما وصلت إليه الرواية العراقية من رقي  يتفتح أمامها من الآفاق بان تكون أحد أهم مصادر السرديات الجديدة، التي بموجبها يتشكل الوجدان، الذات  التي ترغب في بناء الحضارة أو المساهمة النشطة في مسيرتها .

  • الروائي شوقي كريم حسن

منذ عام التغيير، عام ٢٠٠٣ حدث مالم يكن بالحسبان.. انفجار كتابي  ومعرفي حدث فجأة لان ثمة انتظار مصحوب بقمع قهري نام على الصدور لسنوات طويلة، لنتأمل التاريخ لحروب الجنون والانفتاح على السجون والمعتقلات والمقابر الجماعية، الرقابات التي كانت تتناسل بسرعة لا يمكن وصفها، كل تلك المقومات جعلت الصمت يلوح لرايات التغيير وما ان حدثت اللحظة الحاسمة حتى تحطمت الابواب، وبدأت اقلام المقهورين والمقموعين تسيل ادبا وفنا وتشكيلا لكن الاكثر حضورا كان الفن السردي الذي قدم حتى الساعة ٥٢٠ رواية هذا غير الشعر الذي  يعيش ازدهارا غير مسبوق.. انا شخصيا يعجبني هذا الكم لأنه ينتج تراكما معرفيا ويدون تواريخ وازمنة على غاية من الاهمية ولولا هذا التدوين لضاع الكثير،اما التفحص الفني فلا اجد ثمة ضرورة له الان ؟ سيجيء اليوم الذي نحصد فيه فنا روائيا مغايرا وان بدت بوادره الان.. ثمة الكثير من الروايات سجلت حضورا عربيا وعالميا لكني اجد مع كتاب الداخل الفتي واهتمامي ما يحدث ثورة كتابية، وللثورات نتائج تؤتي قطافها سلبا وايجابا، لهذا يصعب الاختيار في ظل هذه الانهمارات السردية اليومية، في المشهد السردي الكثير من الساردين الثوابت الذين اسسوا لوجودهم قبل التغيير وبعده، وثمة وجوه وسرديات جدد استطاعوا لفت الانظار اليهم لهذا يشكل السؤال صعوبة، وتبدو الاجابة اشبه بالخوض وسط بحر من الجمال، بحر يتوافر على كل ما هو مدهش واخاذ، اجد نفسي حائرا ربما سبب هذه الحيرة اني اطلعت بدقة على معظم هذه السرديات وتعاملت معها دون حساسية بل وجازفت وقدمت بعضها كمسلسلات اذاعية كمحاولة لاختبار ردود افعال المستمعين فكانت النتائج مبهرة حقا، رسائل واتصالات تطالب بأن تتحول تلك السرديات الاذاعية الى تلفازيات واغناء الدراما العراقية، هذه التجربة زادتني ثقة بالمنجز السردي العراقي.. لكنكم تضعوننا امام امتحان لابد منه ولا أستطيع رفضه، اعترف ان الخيار صعب جدا. صعب لأني ابن المشهد السردي العراقي وواحد من عرابيه، والاشارات الى سرديات عشر يبدو ضربا من الجنون، ولكن سأكون مجنونا، او ربما امارس دور المجنون قسرا.

(مخيم المواركا) لجابر خليفة جابر

(شروكية).. (خوشية).. (هتلية) لشوقي كريم حسن

(انا لا احب ريماك).. محمد علوان جبر

(احمر قاني) لحميد الربيعي

(شارع الزعيم ) لعباس لطيف

(ثلاثية رواية محطات) لاحميد الحريزي

(صيادوالريح) للمياء الالوسي

(قيامة بغداد) لعالية طالب

( عنق زجاجة ) لتحية الخطيب

(حمام يهودي) لعلاء مشذوب

  • الروائي عبد الرضا صالح محمد

إن أكثر قراءاتي في هذه الأعوام كان منصبا على قراءة الروايات العالمية والعربية، وبالخصوص الروايات الفائزة بالمسابقات الأدبية، فقرأات عدداً كبيراً منها، والحقيقة لم أجد في بعضها شيئا مميزاً عن الأخريات، وكنت أصادف روايات أفضل بكثير من تلك، لكني لا أعرف سبباً لعدم فوزها.

أما بالنسبة للروايات العراقية فهي على الرغم من كثرة انتاجها التهافت على كتابتها، وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أنها لم تكن ترقى الى أصل الرواية الإبداعية، ما عدا البعض القليل جداً منها بالنسبة لهذا الكم الهائل، وكان أغلب هؤلاء القلة من كتاب الرواية الذين دأبوا على كتابتها منذ فترة طويلة. وكانت من بين هذه الروايات هي:

(حارس التبغ) علي بدر

(عذراء سنجار)  وارد بدر السالم

(الذباب والزمرد) عبد الكريم العبيدي

(سبايا دولة الخرافة) لعبد الرضا صالح محمد

(لماذا تكرهين ريماك) لمحمد علوان

(مخيم المواركة) لجابر خليفة جابر

(العربة) لزيد الشهيد

(محطات)  لحميد الحريزي

(مقامات اسماعيل الذبيح) لعبد الخالق الركابي

(أحمر حانة) لحميد الربيعي 

(فندق السلام) لمحمد سعد الحسناوي 

وهناك روايات لكتاب مبدعين قد تكون ضمن هذه القائمة إلا أني لم أطلع عليها، وعلى كل حال فهذه الروايات قمت باختيارها لجودتها من حيث اللغة والموضوع والأسلوب ومعالجتها للأحداث التي يمر بها شعبنا الأبي ووطننا الحبيب من واقع وظروف وأحداث أُفرزت في فترة ما بعد السقوط.

عرض مقالات: