في الثالثة من مساء اليوم يستذكر الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الذكرى (60) لتأسيسه ويعلن عن توزيع جوائز الفائزين في المسابقة الثانية التي اجراها للأدباء الشباب وهم: (حسن سامي العبد الله، حسين علي رهيف، عمر زيد – الشعر وحوراء الزبيدي، عبدالله البصري، ميثم الخزرجي – القصة وسمية علي رهيف – الرواية وعلاء كولي – المسرح).

شاهد عيان ومشارك

باسم عبد الحميد حمودي

كان ذلك مساء اليوم السابع من مايس 1959، وكنت أصغر الأعضاء سنا يوم اجتمعنا في مقر (اتحاد الأدباء العراقيين) لننتخب بالاقتراع السري الحر، أول هيئة إدارية لهذا الاتحاد العريق، الذي رفع اسمه اليوم عاليا على مبناه، ملونا زاهيا مع العلم العراقي المهيب ليذكر الاجيال  التي حضرت منذ أيام واقترعت لإعلان قيام هيئة قيادية جديدة لاتحادنا العريق.

يومها اتفق المشاركون جميعا على استثناء شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري من التصويت واختياره رئيسا منتخبا بالتزكية فيما انتخب الحاضرون( وهم من أعلام الادب والفن واللغة والمسرح والصحافة ومن شباب المثقفين الذين كانت لهم مؤلفات صادرة) السادة: الدكتور صلاح خالص سكرتيرا عاما والأعضاء هم السادة القاص ذوالنون أيوب والشاعر محمد صالح بحر العلوم والدكتور مهدي المخزومي والشاعر عبد الوهاب البياتي والدكتور علي جواد الطاهر(الذي أصبح سكرتيرا عاما بعد انتداب الدكتور خالص للعمل خارج العراق) والشاعرة لميعة عباس عمارة والفنان يوسف العاني والشاعر سعدي يوسف والشاعر الكردي الكبير عبد الله كوران والقاص  عبد الملك نوري والكاتب عبد المجيد الونداوي والشاعر علي جليل الوردي.

وكان الوردي رحمه الله ممثلا للحزب الوطني الديمقراطي، وقد يظن البعض انه الدكتور علي الوردي لتشابه الاسم الأول واللقب ولكن الوردي الشاعر قد اشتهر في الاوساط الثقافية والسياسية أيامها بقصيدته التي وجهها الى الاستاذ عصام عبد علي وعنوانها( انا نطالب بالسلام) وقد اشتهر فيها البيت القائل:

من أجل هذا يا عصام...أنا نطالب بالسلام

و(أنا) هما مشددة تعني جميع أنصار السلام الذين كانوا محط   مراقبة الدولة ايام العهد الملكي وانتقادات القوى القومية ورعاية قوى اليسار.

كان يوم افتتاح (الاتحاد) يوما بهيا فلأول مرة في تاريخ الحركة الثقافية العراقية تؤسس منظمة ثقافية لأدباء العراق وكتابه بشكل علني تحظى برعاية الدولة التي كانت تقدم لها منحة مالية سنوية تعينها عل تلبية نشاطاتها الاسبوعية ومؤتمراتها وتلبية نفقات السفر اليسيرة القليلة لحضور مؤتمرات الادباء في العالم العربي والعالم التي يدعى الاتحاد لها.

كان مساء الاربعاء في كل اسبوع عرسا ثقافيا تتخلله امسية ثقافية تقام في حدائق الاتحاد للشعر والنقد والقصة يقدمها ويعلق على مفرداتها الناقد الطاهر إضافة الى المناقشات الحية الوجاهية التي كان يقوم بها الحاضرون.

وكانت جلسة الهيئة الادارية التي تقاد عادة برئاسة الجواهري مبعث

احترام الادباء وتقديرهم.

وقد استطاعت الهيئة الادارية الاولى والثانية انشاء مطبعة صغيرة للاتحاد تطبع بحوث وقصائد وقصص امسياته الاسبوعية وتساعد الادباء في طبع بعض كتبهم بتكاليف ميسرة وبالتقسيط للنفقات، وتأسست في الاتحاد  لجنة الموسيقى التي كان يرعاها الراحلان علي الشوك وناظم توفيق الحلي ، فيما أسس بعض الادباء الشبان (نادي المرفأ) الذي ضم المحتجين من الشبان على تدهور الحياة السياسية وتدني الحالة الديمقراطية بعد اضطهاد واعتقال الجواهري ومغادرته البلاد وتنامي قوى اليمين ،ومقاومة قوى اليسار لتوجهات السلطة التي ادت بعد هذا الى مجزرة الثامن من شباط كما هو معروف.

 اننا اذ نستذكر مناسبة التأسيس العظيمة نحيي الاصدقاء اعضاء الاتحاد العتيد وهيئته القيادية التي تحتفي واعضاء الاتحاد بهذه الذكرى العطرة  التي ارست القواعد الاولى لأقدم تنظيم ثقافي  في العراق.