وداد ابراهيم

احتفت  دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة، أخيرا، بالفنان التشكيلي مؤيد محسن (احد منتسبيها)، في مناسبة فوزه بجائزة الإبداع العراقي 2018 – فرع الرسم، عن لوحته الموسومة "عطش السنين".

جلسة الاحتفاء التي شهدت حضورا فنيا وإعلاميا، أدارها الناقد حسب الله يحيى، الذي قدم سيرة المحتفى به، وتحدث عن المراحل الفنية التي مر بها، ملقيا الضوء على بعض المعارض الجماعية التي شارك فيها داخل العراق وخارجه.

بعد ذلك تحدث الفنان محسن عن لوحته الفائزة بالجائزة، موضحا أن هذا العمل يأتي ضمن سلسلة من أعماله التي تعتمد على الاستعارات الشكلية للتاريخ والتراث والبيئة.

وأضاف قائلا أنه يحرص دائما في أعماله على إدراج الاستعارات لغرض خلق هوية في اللوحة، مبينا في حديثه عن تفاصيل لوحته، أنها تتضمن رجلا وامرأة عراقيين متعانقين، تحولا إلى كتلة من الطين المتشقق وسط الهور العراقي.

وتابع قائلا أن الهور في اللوحة يمثل وحدة انتماء، وأن بنيتي الرجل والمرأة تشيران إلى العذابات الكبيرة التي تعرض لها الشعب العراقي طيلة العقود الماضية.

وتناول محسن تجربته الفنية، لافتا إلى انه يركز على التجربة الذاتية في تعلم الرسم "فالرسم لا تعلمه المدرسة أو الكلية، وإنما الحرص والجهد، اللذان يمثلان الدافع الرئيس للاحتراف. لذلك انني حين ارسم سكة الحديد – مثلا - اسافر الى مكان فيه سكة حديد، واتأمل وارى تكوين الحصى والخطوط والخشب والصدأ، وكل ما يحيط بالسكة".

وشدد المحتفى به خلال حديثه على أهمية أن تكون اللوحة المنتسبة إلى فن الرسم الملتزم، ذات تقنية عالية، وان يكون فيها موضوع ووعي في تجسيد الضوء، وأن على الرسام أن يعرف كيفية التعبير عن ذاته وفق انتماء إنساني، ومعلومات وثقافة ومعرفة وتجربة عملية، مضيفا قوله انه يعمل في بيئة متواضعة، ويبدأ الرسم يوميا من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا.

ولفت الفنان محسن إلى أنه قدم أعمالا تتضمن استعارات تاريخية متنوعة، لكن القاعات الفنية رفضت استقبال أعماله في المعارض التي تحتضنها، حتى عرضها على الفنان الراحل جميل حمودي، الذي أقام من جانبه معرضا لها على قاعته المعنونة "إينانا"، فنال المعرض إعجاب الكثيرين، وبيعت أعماله كلها.

وانتهى المحتفى به في حديثه إلى انه يستعد لإنجاز عمل اسمه "مواسم الحنظل"، يجسد امرأة ترضع طفلها وهي تسير على سكة حديد.