من طبع الشعراء التغزل بالنساء
إلا الشاعر كاظم الحجاج كان طبعه مختلفا ..
في جولة بين ثنايا القصائد التي طُبعت في الأعمال الشعرية للشاعر كاظم الحجاج لن تجد قصيدة غزل أو مقطع قصير حتى يحاكي فيها امرأة بحب ووله كما يفعل الشعراء قديما وحديثا وبمختلف الأساليب الشعرية، سواء العمودي والتفعيلة أو الحر أو قصيدة النثر. حتى أن الإمام علي ابن أبي طالب قال بيتا شعريا لزوجته السيدة فاطمة الزهراء رغم أنه كان رثاءً إلا أنه يعد من أجمل أبيات الحب حين قال:
حبيبُ ليس يَعدُله حبيبُ ...
وما لسواه في قلبي نصيب ُ
حبيبٌ غاب عن عيني وجسمي ...
وعن قلبي حبيبي لا يغيبُ ..
فما بال الحجاج لم يفعلها أو ربما لم ينشرها؟ حين سألته مرة رد قائلا: أن تربيته الريفية منعته من كتابة شعر الغزل.

أقصى ما قاله في وصف لامرأة كان في قصيدة بعنوان:"حسناء"
كان زغب خدّيها
مثل بُخار
يتطاير ..
من ضوءٍ مسلوق

وفي قصيدة أخرى مشهورة بعنوان "تبشير"
كانت الحسناء ..
تنشر الإيمان بخالقها
أسرعَ من جيش من المبشرين
فأينما مشتْ،
تتردد من حولها:
"سبحانك"

في تتبع لعلاقة كاظم الحجاج الشاعر بالنساء خلال مراحله العمرية
نجده في قصيدة بعنوان "لون"
حين وقفتُ في طفولتي
للمرة الأولى _
أمام فتاة خضراء العينين
كنتُ مرتبكاً
وأكاد اعتذر لها عن.. لوني الأخضر
فهكذا ظننتها ترى الأشياء!
وفي قصيدة بعنوان "غزالة الصبا" يقول وصفا لحب عذري مقارنا بين هذا الزمان إذ يقول:
وخدودُ البنات
_ لم تعد تتورد من خجلٍ
"صرن يصبغنها"
لينتقل إلى ذلك الزمان فيقول:

ويحَ ذاكرتي
اتذكر عين "الغزالة"
_ كانت تعلّقُ قمصان إخوانها ..
حسرتي من زمان:
أن أراها تعلق فستانها..
_ في زمن الشناشيل كان النساء
يُعلقنَ أثوابهن
بزاوية لايراها الرجال
وفي مقطع آخر من نفس القصيدة يقول

ويحَ هذا الزمان!
وكبرنا _ أنا والغزالة _ لكننا
مانقلنا محبتنا للكلام
وأصابعنا لم تلامس أصابعنا .. بالسلام
وفي مرحلة عمرية متأخرة يصفها بقصيدة بعنوان "مراهقة"
بين التفاح الناضج
والتفاح الفجّ
فتاةٌ
في هذا العمر .. الحامض!
وفي مرحلة متقدمة "التقاعد"
كتب في قصيدة بعنوان "لقاء إذاعي مع العريف المتقاعد حطّاب" مقطعا يقول فيه:
_ حسنا ماذا لونتحاور حول الحب
كان الحب لدينا أسرعَ
من هذي الأيام
فببيتي الآن امرأة
سلمت عليها فتزوجنا!
هل يكفي هذا لزواج
قل لي: هل كانت حسناء
حين ابتسمت
وتمدد شمعُ الخدين
صارت شفتاها لي قلبا
لو ضحكت لانشق اثنين!
هذا أقصى ما كتبه الحجاج من قصائد في الحب الذي حتى لايمكننا أن نسميه عذريا إزاء ما كتبه شعراء غيره .. عدا ماكان ايروتيك الذي عافى الحجاج شعره منه مطلقا ..
ولكن الحجاج لم يهمل المرأة في صورها الأخرى والتي في معظمها كانت مهضومة مغبونة لخص حالها في قصيدة بعنوان "آدم وحواء"
في الشرق ..
لا رجل ٌ ولا امرأةٌ
هنا ذكر وأنثى
حتى المجلة عندنا أنثى
إلى الذكر .. الكتاب!
ذكر الزوجة الأخت، البنت، الفتاة التي تحب، حتى عارضة الأزياء والمرأة الحامل..
كتب عن أم الشهيد في قصيدة بعنوان( سيناريو موت جندي في أرض أخرى) ب ١٦ مقطع أجمل مايمكن في وصف حالها ينهيها بمقطع يقول فيه:
مايدعى نصرا
في كل حروب التاريخ
لا يَعدِلُ نصرَ الأمِّ
تحدّق في المولود .. الخارج توّاً!

عرض مقالات: