نفذت الحكومة الملكية العميلة، حكم الاعدام الجائر بالرفيق يوسف سلمان يوسف (فهد) فجر يوم 14 شباط 1949 في جانب الكرخ من بغداد وفيما يعرف اليوم بساحة المتحف، وبالرفيق حسين محمد الشبيبي (صارم) في باب المعظم، وبالرفيق زكي محمد بسيم (حازم) في اليوم التالي (15 شباط) في منطقة الباب الشرقي.
كانت السلطة مرتعبة يوم تسليم جثمان الشهيد حسين محمد الشبيبي إلى ذويه في النجف ، واتخذت تلك السلطة إجراءات مشددة خوفا من الغضب الجماهيري ، فأرسلت أعدادا إضافية من الشرطة لمراقبة دار والده الشيخ محمد الشبيبي ومنع ذويه من تشييعه ، والزمتهم بدفنه ليلا في مقبرة وادي السلام، بل ومنعهم حتى من إقامة مراسيم العزاء على فقيدهم ، كما شنت الحكومة حملة مداهمات واسعة النطاق ضد الشيوعيين ومؤازريهم في النجف ، وإلقاء القبض على عدد منهم في حين كانت شرطة التحقيقات الجنائية تراقب عن كثب بعض الناشطين مثل محمد علي حسن ورضا عبد الله . كما اعتقل لاحقا كل من جاسم محمد النجار وسالم حميد مرزه وفرات محمد الجواهري وعبد الأمير عبد علي وأودعوا السجن بعد أن صدرت أحكام الحبس والمراقبة ضدهم لفترات مختلفة، وحكم المجلس العرفي العسكري على محمد علي حسن ورضا عبد الله ورؤوف صادق الدجيلي وعباس مجيد الكيشوان بالأشغال الشاقة لفترات مختلفة، كما اعتقل عبد الله حميد الديوان ومحمد حسن الوائلي وحسين سلطان ومحمد السيد باقر الحكيم (البصري).
ورغم كل الإجراءات التعسفية والاعتقالات استطاعت النجف ان تعبر عن استنكارها لتنفيذ أحكام الاعدام المجحفة بوسائل مختلفة، حيث واصل الشيوعيون والوطنيون الآخرون نضالهم في فضح الحكام العملاء والتنديد بالحكومة الرجعية، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، والدفاع عن مصالح الجماهير، وخاصة الفقراء والكادحين منهم عندما غطى شعار (الخبز للجائعين والعمل العاطلين والأرض للفلاحين) جدران أزقة ومحلات النجف.
كما وظف الخطيب الشيخ محمد الشبيبي المنبر الحسيني للربط بين مظلومية الإمام الحسين في الأمس ومظلومية الشعب، وهو يصيح بأعلى صوته (يا حسين) تورية عن ولده الشهيد حسين الشبيبي (صارم).

عرض مقالات: