قبل أيام احتفلنا بالعرس السادس لعميدة الصحف العراقية ورائدتها بلا منازع ــ طريق الشعب ــ أقيم المهرجان على حدائق أبي نواس لمدة يومين متتاليين، اشتمل على فعاليات ثقافية وفنية وميدانية عديدة، حضرها جمع غفير من بنات وابناء العراق بتنوع مستوياتهم الإبداعية (فكريا وثقافيا وفنيا)، أقيمت في خيم انتشرت كالزهور على مساحة الحدائق لتحتضن معرض الصحف والمجلات ودور النشر المشاركة فيه، كما ازدانت بمحبة الحاضرين من كل حدب وصوب ندوات ولقاءات فكرية وإعلامية وثقافية تنوعت في ما طرح فيها من محاضرات.. كذلك استمع الزائرون وهم كثر إلى فعاليات فنية موسيقية وقصائد لشعراء عراقيين، إضافة لطوافهم بين المعارض التشكيلية والفوتوغرافية المتنوعة وغيرها!
البهجة والسعادة التي كانت على وجوه الجميع دليل محبتهم لبعضهم ولجريدتهم التي اعتادت أن تجمعهم كل عام كي يتبادلوا التحيات والرؤى والأفكار وتتعمق صداقتهم أكثر فأكثر!
الفرح طاغٍ في كل مكان، لما أجادت به السماء بعد ليالٍ ممطرةٍ كي تمنح المحتفلين دفء شمسها وتهبهم شعاع محبتها لتقول لهم :ــ ها أنذا احتفل معكم بأم الجرايد، تعالوا نشيع الفرح والبهجة لتسمو لقاءات الأحبّة!
رغم هذا الفرح الكبير، ورغم هذه الفعاليات التي أقيمت بإمكانيات محدودة جدا، وعلى النفقة الخاصة تحديدا، حيث نجد البصريين والعماريين والذيقاريين والانباريين والبعقوبيين والنجفيين والكربلائيين والبابليين والكركوكليين والموصليين والسماويين والديوانيين والسليمانيين والاربيليين والزاخويين والصلاحدينيين والواسطيين، قد جاءوا وأقاموا هذين اليومين على نفقتهم الخاصة ليبتهجوا ويحتفلوا مع جريدتهم الغرّاء!
رغم هذا الفرح الكبير نتساءل وبمحبة كبيرة :
أما كان بإمكان الصحف الأخرى التي لم تشارك وهي عديدة جدا أن تشارك في هذا المهرجان الكبير؟!
أما كان بإمكان المجلات والقنوات الفضائية العديدة أن تشارك أيضا؟!
أما كان بالإمكان مفاتحة البعض من المثقفين العرب والعالميين ممن يرغب أن يبادروا بالمشاركة محبة بنا وبجريدتنا؟!
أما كان بإمكان الآخرين أن يفتحوا قلوبهم ويشاركوا المحتفين فرحتهم بعميدة الصحف، لتنطلق أهزوجتنا للعراق أرضا وناسا وثقافة ونضالا؟!
تساؤلات عديدة اطرحها بعد الانتهاء من مهرجاننا السادس، أتمنى أن تكون قلوب الآخرين كبيرة بحجم العراق ــ واقصد العاملين في الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية الذين لم يشاركونا المهرجان ـــ ليبدأ التفكير والاستعداد من الآن بالمشاركة الجدّية والفاعلة وبكلّ المحبّة في الدورة السابعة في العام المقبل، ولتكن هذه أمنيات تتحقق بفعل المحبة والغيرة والشهامة العراقية التي تحمل الوطن والناس بين جوانحها!
لكنني اردد دائما بعد كل انتهاء دورة من دورات المهرجان: (فرحنه واليحبنه يفرح ويانه).