اشتراكي خيالي فرنسي ابن رجل كان يحمل لقب كونت، قام على تربيته جان دالامبير. كان خلال الثورة الفرنسية وثيق الصلة باليعاقبة، واشترك في حرب الاستقلال الامريكية. وقد شارك سان سيمون في آراء الماديين الفرنسيين وعارض التقاليد المثالية وخاصة المثالية الالمانية وأقام ضدها “الفلسفة الطبيعية” أي دراسة الطبيعة. واعتنق الحتمية بصورة حاسمة ومد نطاقها الى تطور المجتمع البشري، ووجه انتباها خاصاً الى دعم الفكرة القائلة بأن التاريخ تحكمه قوانين. وكان سان سيمون يعتقد ان التاريخ لا بد أن يسهم في التقدم البشري بالقدر الذي تسهم به العلوم الطبيعية، فكل نظام اجتماعي خطوة الى الامام في التاريخ، ولكن القوى المحركة للتطور الاجتماعي هي تقدم المعرفة العلمية والاخلاق والدين. وبالتالي فإن التاريخ يمر بثلاث مراحل، لاهوتية وتشمل النظامين العبودي والاقطاعي، وميتافيزيقية (وهي فترة سقوط النظامين الاقطاعي واللاهوتي)، ووضعية (وهي النظام الاجتماعي للمستقبل القائم على العلم). وتناول سان سيمون المثال للتاريخ لم يمنعه من عرض الفكرة القائلة بأن التقدم الاجتماعي عملية موضوعية، وتقديم تخمينات حول دور الملكية والطبقات في تطور المجتمع. وتظهر الطبيعية الخيالية لآراء سان سيمون في اخفاقه في فهم الدور التاريخي للثورة باعتبارها وسيلة تحويل المجتمع القديم. كما تظهر هذه الطبيعية الخيالية لآرائه في أمله الساذج في أن يصبح في الامكان – بواسطة الدعاية لفلسفة “وضعية” – تحقيق تنظيم عقلي لحياة الناس. ومن مؤلفات سان سيمون الرئيسية: “رسائل من أحد سكان جنيف الى معاصريه” (1803)، “بحث في علم الانسان” (1813 - 1816)، “بحث في الجاذبية العام “ (1821 – 1822)، “النظام الصناعي” (1821)، “تعاليم الصناعيين” (1823- 1824، و”المسيحية الجديدة” (1825).

عرض مقالات: