ضمن الأنشطة الثقافية لوزارة الثقافة والسياحة والآثار وعلى هامش معرض بغداد الدولي للكتاب وبالتعاون مع إدارة المعرض، أقيمت مساء الجمعة 11 حزيران 2021، ندوة للدكتور حسين الهنداوي تحت عنوان (مائة عام من الدولة.. مائة عام من الفلسفة ) قدمها وأدارها د. عارف الساعدي مدير عام دار الشؤون الثقافية.

تحدث المحاضر، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الدولة العراقية، عن التلازم العميق بين ازدهار الدولة وتطور الفلسفة، مستعرضا، في ضوء ذلك، النشاط الفلسفي العراقي المعاصر منذ ولادة الدولة العراقية الحالية. وتناول الدكتور الهنداوي خلال محاضرته ثلاثة محاور اساسية، ركز الاول على فترة ما قبل تأسيس أول قسم للفلسفة في الجامعات العراقية، وشملت كل النصف الاول من القرن الماضي وجرى القاء الضوء على مبادرات وجهود ومنجزات عدد من المفكرين والكتاب العراقيين لتطوير النشاط الفلسفي في البلاد لاسيما مساهمات جميل صدقي الزهاوي وحسين الرحال ونهاد التكرلي، فيما ركز المحور الثاني على فترة ما بعد تأسيس قسم الفلسفة في جامعة بغداد عام 1949 وبدء التدريس المنهجي للفلسفة في تاريخ العراق الحديث، حيث تناول االمحاضر تطور القسم ودور الاساتذة الرواد خلال العقود اللاحقة وتمكنه من تثبيت نفسه كموسسة علمية رصينة ما ساعدها على الانتقال الى فتح آفاق منح شهادات الماجستير والدكتوراه دون اغفال ولادة وتطور اقسام علمية للفلسفة في جامعات عراقية اخرى لا سيما جامعات البصرة والموصل والسليمانية والمستنصرية والكوفة واربيل وواسط.

وفي المحور الثالث تناول الهنداوي مساهمات علماء الفلسفة العراقيين خلال المائة العام الماضية من عمر الدولة العراقية الحديثة، وابرزهم محسن مهدي، وحسام الدين الآلوسي، ونوري جعفر، وياسين خليل، وجعفر آل ياسين، وكامل مصطفى الشيبي، ومدني صالح، وصالح الشماع، وناجي التكريتي، وعبد الرزاق مسلم الماجد، وكريم متي وغيرهم.

واستنتج الهنداوي ان النشاط الفلسفي العراقي حقق تقدما مشهود الاصالة والغزارة مقارنة بمعظم الدول العربية وكان ذلك واضحا بشكل خاص خلال فترة الرواد، في حين تراجع العطاء الفلسفي العراق خلال مجمل فترة النظام الدكتاتوري السابق بسبب غياب الحرية التي هي الشرط الاساسي لازهار الفلسفة، وهذا على الرغم من ان تدريس الفلسفة أخذ مساحة واسعة من الانتشار بين الكليات والجامعات العراقية واصبحت الثقافة الفلسفية جاذبة للدارسين لاسيما بعد اقرار دراستها ضمن مناهج المرحلة الثانوية وكانت خطوة مهمة في تطوير حياتنا التعليمية والثقافية.

واختتم الهنداوي محاضرته قائلا إن “النشاط الفلسفي العراقي الراهن غزير جدا الا انه مستغرق في شكليات المنهجية الأكاديمية وأسير الكم على حساب الابداع الخلاق لفكر نوعي متجدد”.!

وفي نهاية الندوة قدم عدد من الحاضرين، وبينهم شخصيات فكرية معروفة، مداخلات وطرحوا أسئلة أغنت الندوة بالمناقشات النوعية.