ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة كربلاء، عصر السبت الماضي، الناقد فاضل ثامر في ندوة عن كتابه الجديد الموسوم "التاريخي والسردي في الرواية العربية"، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين في المحافظة.

الجلسة التي التأمت على قاعة مقر الاتحاد وسط مدينة كربلاء، تزامنت مع احتفال الاتحاد بافتتاح جناح جديد في مقره، يتضمن معرضا للصور ومكتبة تضم إصدارات لكتاب وأدباء كربلائيين. وقد قام الناقد الضيف بقص شريط افتتاح الجناح.

بعد ذلك التأمت الجلسة، واستهلها مديرها الشاعر علاوي كاظم كشيش مقدما السيرتين الذاتية والأدبية للناقد ثامر المولود في بغداد عام 1938، والذي تسنم لسنوات منصب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، مشيرا إلى انه كان قد بدأ الكتابة وإطلاق مشروعه الأدبي بتأليف مجموعة قصصية مشتركة مع الناقد ياسين النصير.

وأضاف قائلا ان تجربة ثامر الأدبية نضجت بعد دراسته في قسم اللغة الانكليزية بكلية الآداب، الذي منحه فرصة كبيرة للاطلاع على الأدب الأجنبي بلغاته الأم، لينطلق بعدها في مسيرته الأدبية عبر كتابة المقالات ونشرها في مجلة "الآداب" البيروتية منذ العام 1965، وإصدار كتابه النقدي الأول عام 1975، والذي حمل عنوان "المعاني الجميلة في أدبنا المعاصر"، حتى توالت بعدها إصداراته النقدية وترجماته الأدبية.

الناقد الضيف، وفي معرض حديثه، ألقى الضوء على كتابه الأخير الذي وصل إلى اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد الأدبية، موضحا ان الفكرة الأساسية للكتاب، ترتبط بطروحات "ما بعد الحداثة" حول الرواية العربية والعراقية، ومدى انجذابها نحو أسلوب "الميتا سرد"، الذي يجعل الراوي يعتمد على القصدية في الكتابة، ويضمن المادة المروية مخطوطات لسير ذاتية أو مذكرات شخصية.

وأشار ثامر إلى ان أسلوب "الميتا سرد" انتقل إلى الرواية العربية منذ سبعينيات القرن الماضي، وصار يتحد مع التاريخ من خلال تقديم نص داخل نص، أي رواية داخل رواية، ضاربا حول ذلك أمثلة في الكتابات السردية للكاتبين عبد الستار ناصر وسعد محمد رحيم، وغيرهما من الكتاب.

ولفت إلى ان الراوي في أسلوب "الميتا سرد"، يضمّن في بعض الأحيان الرواية نصا أو وثيقة تحتوي على أحداث تاريخية.

ثم تناول موضوع الوعي في الكتابة النقدية ودور المثقف في النهوض بالحياة، مشيدا بدور عالم الاجتماع علي الوردي في تقديم رؤى نظرية حديثة عبر كتاباته.

وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز الضيف وكتابه الأخير، بينهم القاص والكاتب جاسم عاصي، د. علي حسين يوسف، د. سليم جوهر، د. عمار الياسري، الكاتب عبد الهادي الزعر، الشاعر قاسم بلاش والناقد حيدر جمعة العابدي.

وفي الختام قدم الاتحاد شهادة تقدير إلى الناقد فاضل ثامر.