صباح يوم السبت 25/8/2018 فقد الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية في العراق شخصية وطنية لامعة ورائد من رواد الحركة الفلاحية في العراق هو المناضل الكبير (عبد الواحد كرم) ـــــ ألخال ابو حسام . بعد صراع طويل مع المرض.

ولد (عبد الواحد كرم) في ناحية (كميت) التابعة لمحافظة (العمارة) مابين عامي (١٩٢٦ـ ١٩٢٧) في عائلة محترمة كانت لها منزلتها بين الشيوخ والفلاحين على حد سواء ، إذ كان جده وعمه ووالده (عارفة) لهم صيتهم المشهود بين القبائل في هذا المجال .

  كانت الأربعينيات فترة زاخرة في تاريخ شعبنا العراقي ، وقد حملت معها طلائع الوعي الى كل أنحاء (العراق) ومنها محافظة (العمارة) وأريافها ، والتي شهدت بؤس الأوضاع المتردية والمشاكل المتفاقمة التي كان يعيشها الريف في ظل هيمنة سلطة الإقطاع . كانت تلك الاوضاع التي فتح (عبد الواحد) عينه عليها هي البوابة التي أطل منها وعيه ودعته الى التفكير الجدي للبحث عن منفذ للخلاص .

  مع بداية عام ١٩٤٦ والذي شهد بعض النشاطات الديمقراطية أوشبه الديمقراطية تزامن معها تشكيل (٥) أحزاب سياسية . كان (الحزب الشيوعي) قد قدم معها طلبه للتأسيس بأسم (حزب التحرر الوطني) رغم أن النشاط السياسي للحزب كان أسبق من تقديمه طلب إجازته . وكان الفلاحون قد نشطوا قبل هذا في الدعوة له والترويج لأفكاره بين صفوف الفلاحين .

  تم تكليف (أبو سلام) من قِبل مسؤوله الحزبي بأن يقوم بجمع التواقيع على عريضة كان قد كتبها ذلك المسؤول تطالب بتشكيل (حزب التحرر الوطني) . وبالفعل أخذها ثم عاد اليه بعد فترة قصيرة وقد جمع عليها (١٨) توقيعاً ، فطلب  منه المسؤول أن يأخذها الى البريد ويرسلها من هناك الى (بغداد) ففعل بعد ان وضع أسمه وتوقيعه الصريح عليها .

  يروي (أبو سلام) كيف أن مسؤوله أعطاه برنامج (حزب التحرر) لأول مرة فأخذه وهو لايصدق من الفرح ، وكان مايزال (خام) كما يصف نفسه ، ولم يكن يعرف عن هذا الحزب سوى انه حزب يدعو لتوزيع الارض على الفلاحين . وحين وصل الى داره عكف على قراءة ذلك البرنامج فوجد فيه الدعوة للارتقاء بالريف والدعوة الى فتح وتوسيع عدد المدارس والمستشفيات بالإضافة الى توزيع الاراضي وغيرها من الدعوات التي وجدت صداها الكبير في نفسه ويقول :ـ

ـ عند قراءتي لهذا البرنامج تصورت أن الأرض ستصبح جنة ، ولكني عندما وصلت الى الباب المتعلق بالمرأة وحقوقها ومساواتها بالرجل شعرت أن الكلام أخذ منحىً أخر  وأستوقفتني تلك الأشكالية العويصة ، إذ كيف أكون أنا والمرأة متساويين ؟ ثار غضبي وألقيت البرنامج جانباً وأنا بحالة عصبية . لكني بعد أن هدأت قليلاً قلت في سري إن كل الكلام في هذا البرنامج جميل ومهم ، رغم ماأغضبني من مساواة الرجل بالمرأة لكن الحزب ( شمدريه لوآني كضّيت مسحاتي عله المره وهزرّتها بيه ، قابل الحزب گاعد وياي بالبيت؟ ) وعندها أكملت قراءة البرنامج بعد أن أستطعت حل مشكلتي مع المرأة بغمضة عين وقد وجدت في هذا مايطمئنني قليلاً ويشعرني بالرضا .

  بعد أسبوع ذهب (أبو سلام) الى المدينة في زيارته الإسبوعية ، فسأله مسؤوله عن إمكانية تدبيج عريضة إخرى وجمع التواقيع عليها ، فقام بالفعل بتلك المهمة وعاد الى المسؤول بعد أيام وهو يحمل عريضة بـ (٢٥) توقيع ، ولكن المفاجأة التي كانت في إنتظاره أن المسؤول أبلغه بصدور الأمر بأحضاره هو ومَن وقع على العريضة الأولى الى دائرة الشرطة والتحقيق معهم ، وأبلغه كذلك بأن عليه القول إذا سئول عن مَن كان وراءه في كتابة العريضة ـ بأنه قرأ عريضة مشابهة بالجرائد وفهم منها أن هذا حزب للفلاحين ويدعو لتوزيع الأراضي عليهم ، ولأن خطه جيد فقد كتبها ووقع عليها أولئك الذين كانت أسماءهم عليها .

  أستدعت الشرطة (أبو سلام) ووالده و(٨) من الـ (١٨) الذين وقعوا العريضة الأولى لعدم تمكنها من الإستدلال على أسماء وعناوين الآخرين وألقت بهم في التوقيف ، وبعد ثلاث أيام تم ترحيلهم من ناحیة (كميت) الى مدينة (العمارة) ، وهناك يقول (أبو سلام) :ـ

ـ (أنگلبت) علينا العمارة ، ومع كل وجبة طعام كانت تنهال الصواني بمالذ وطاب من مأكل وفواكه وسجائر، فصار وجودنا مصدر نعمة للموقوفين العاديين معنا وعدّوا حبسنا معهم رحمة نزلت عليهم من السماء .

  تم ترحيلهم بعد (٤) أو (٥) أيام الى (كميت) مرة أخرى ، بعد أن أبلغ مأمور المركز مدير الشرطة بمايحدث يومياً مع هولاء المعتقلين . وقد دام إعتقالهم حوالي الشهر  حتى تمكن المحامي من إطلاق سراحهم .

  كان إعتقال (أبو سلام) ووالده ومَن معهم قد أصبح مثار إهتمام الناس ومبعثاً لتساؤلهم عن هذا الذي يُشاع عنهم بأنهم شيوعيون ، فماهي هذه الشيوعية التي سُجن بسببها (كرم) وأبنه ، وحين إنهال الزوار عليهم في مضيفهم بعد إطلاق سراحهم وراحوا يتساءلون عن الشيوعية والشيوعيين ، إستثمر (أبو سلام) ذلك فصار يتحدث عن الشيوعيين من وحي البرنامج الذي قرأه ، وبأنهم حزب يريد الخير والرفعة للفلاحين ويدعو لبناء المدارس والمستشفيات لهم ولتوزيع الاراضي عليهم . فكان ذلك داعياً لهم للأهتمام والدعوة لنصرة مثل هذا الحزب الذي يريد لهم الخير ، وهم الذين عانوا الأمرّين من التهميش والأهمال والظلم والإستبداد على مر العقود دون أن تفكر جهة حزبية أو سياسية بهم وبحقوقهم الضائعة .

  كانت حفنة من الاقطاعيبن والملاكين الكبار تتنعم بسلطان المال والجاه والنفوذ ، بينما ترتع الأكثرية من الفلاحين البوساء في مرتع البؤس والجهل والتخلف والفاقة ، وكان الفلاح وهو يبحث عن مصدر لعيشه وليوفر لقمة الكفاف لإهله لايني عن بحث كل الوسائل الممكنة ، فشهدت تلك الحقبة نزوحاً جماعياً وهجرات قسرية هرباً من جور الأوضاع في الريف الى أطراف المدن الكبيرة مثل (بغداد) و(البصرة) وغيرها ، والسكن في بيوت طينية بائسة أو بيوت من الصفيح أو من القصب والبردي التي شكّلت أحزمة من البؤس والفقر حول تلك المدن .

  لقد دعت تلك الأوضاع الشاذة الكثيرين الى التفكير والدعوة الى التغيير . وتضافرت جهود نخب مثقفة وواعية في المدن آزرتها جهود نخبة أخرى من أبناء الريف ممن لم يطيقوا الصبر على هذا الجور والاستبداد والإثرة . ونشأ تبعاً لذلك نوع من الأواصر الجديدة بين النخبتين ، آواصر قوامها النضال والإيمان بنفس القضية والإرتباط بنفس المصير المشترك والثقة بالمستقبل ، ولتحل تلك الآواصر بديلاً عن العلاقات الأبوية الغابرة والعلاقات العشائرية الضيقة الولاء . وقد واجه هولاء الرواد كل الأعمال الخسيسة لرجال الأقطاع وأذنابهم بشجاعة نادرة وتصدوا لمعارك شرسة مع أولئك الذين وجدوا في الأفكار الجديدة مايقوض سلطانهم الموروث ، والذين لم يألوا جهداً في حرق صرائف الناشطين وتهديم بيوتهم لإجبارهم على الهجرة ومغادرة قراهم أو تأليب قوى الشرطة والأمن ضدهم .

  شهد عام ١٩٥٢ إندلاع إنتفاضة (آل إزيرج) والتي قادها أغنياء الفلاحين والسراكيل . كانت أكثر أراضي ريف العمارة أرض أميرية تابعة للدولة وهي بدورها تؤجرها للاقطاعيين الذين كانوا يقسمونها الى قسمين ، قسم يكون تحت أشرافهم المباشر وقسم آخر يوزعونه على أولادهم وأعوانهم وحاشتيهم ، إما السركال فيلتزم جزءً من الأرض يتصرف بقسمته بين مجموعة من الفلاحين . وهكذا يتم حصر الأرض بين مجموعة قليلة من المتصرفين المنتفعين بها ، بينما لايبقى للآخرين سوى مضغ الحجر .

  تم تكليف (عبد الواحد كرم) حزبياً بتشكيل وفد برئاسته من (٣٠) شخص يتوجه الى (بغداد) لعرض مطالب الإنتفاضة وشرح معاناة الفلاحين . وعند وصول الوفد الى العاصمة إنضم اليه عدد كبير من الفلاحين القاطنين في منطقة (الشاكرية) بلغ عددهم (٤٣٠) شخص تظاهروا أمام مبنى رئاسة الوزارة ثم قدموا عريضة لرئيس الوزراء (مصطفى العمري) الذي أكتفى بمقابلة رئيس الوفد وحده ، وفي هذا اللقاء القصير الذي لم يدم أكثر من ربع ساعة راح رئيس الحكومة يهاجم الفلاحين أمام (أبو سلام) ويتهمهم بإنهم جميعاً يريدون أن يصبحوا شيوخاً وأنهم لايستطيعون زراعة الأرض بدون الأقطاعيين . رد (أبو سلام) :ـ

ـ وهل تعتقدون أن الأقطاعي النائم بقصره هو مَن يزرع الأرض ويعمرها ؟ العتب عليك أنتم ، أعطيتم الأرض لهم وتركتم أصحابها الحقيقيين تحت رحمتهم .

  كان رد رئيس الحكومة بعد أن أعجزه الرد المقنع إزاء الرد المفحم ، بإن الحكومة ستدرس الطلبات المقدمة اليها وسترد عليهم . فكان ذلك أشبه بالطرد المهذب والتهرب من إتخاذ قرار حازم في العريضة المقدمة اليه ، وأنتهت المقابلة بدون جدوى .

  لجأ (أبو سلام) الى الصحافة ، فكانت جريدة الأهالي محطته الأولى وفيها قابل الأستاذ (كامل الجادرجي) والذي راح يتساءل ـ

ـ  أين كانوا أهل (العمارة) قبل هذا ؟

  وكان الرد الذي أوجعه بأن أهل (العمارة)  لايستطيعون المجيء الى بغداد ، لكن على الآخرين أن يأتوا اليهم لتوعيتهم بحقوقهم ، وفهم (الجادرجي) الأشارة فسكت . وفي اليوم التالي نشرت (الاهالي) خبراً مقتضباً عن العريضة التي حملها وفد قادم من (العمارة) تتعلق بالإنتفاضة .

  ولم يختلف الموقف في (الجبهة الشعبية) التي أحيلوا فيها الى سكرتير التحرير عن هذا ، وتم نشر الخبر بنفس الطريقة.

   كانت المحطة الأهم هي توجهه ومجموعة من رفاقه في الوفد الى جريدة (الرأي العام) للشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) الذي أحسن إستقبالهم . وحين راح (أبوسلام) يقرأ له مايحفظ من شعره وهو المعجب به ، إنتشى الشاعر الكبير وأدهشه أن يحفظ فلاح من مدينة نائية شعره بهذا الشكل وبهذه الدقة ، وحين أبلغه (أبوسلام) بأنه يقوم بتحفيظ الأولاد في قريته قصائده ليقرأوها في ساحات مدارسهم زاد زهوه وإهتمامه . وحين عرف بالقضية التي جاء الوفد من أجلها أبدى إهتماماً كبيراً وأستدعى سكرتير التحرير وأوعز اليه نشر العريضة كاملة في الصفحة الثانية وأن يدعمها بكتابة مقال إفتتاحي .

  في الصباح أرسل (أبو سلام) من يحمل اليه مايجد من نسخ جريدة (الرأي العام) ولكن الشخص عاد وهو لايحمل سوى نسختين هما كل ماتبقى لدى بائع الجرائد ، وعند العصر قام بزيارة (الجواهري) ليشكره على إهتمامه ونشره العريضة والمقال الأفتتاحي ، وشكى له عدم حصوله على مايكفى من النسخ فأرسل (الجواهري) واحداً من عمال الجريدة الى مكتبة يعرفها ، وعاد ومعه (١٥) عدداً منها حملها (أبو سلام) الى منظمة الحزب في (العمارة) وهناك تم توزيعها . فتعرف الناس على الجهد الذي بذله ذلك الوفد في (بغداد) وإسماع صوت الأنتفاضة للعاصمة والمسؤولين هناك خصوصاً وأن أحداً من (آل أزيرج) لم يتمكن من فعل ذلك مثلما فعل (أبو سلام) والوفد الذي كان معه ، فكان في ذلك ترسيخاً لجهده وبروز أسمه وفي تأكيد السمعة الطيبة للحزب في إهتمامه بقضايا الناس ومشاكلهم .

  جاءت إشراقة الأمل مع ١٤ تموز  ١٩٥٨ والتي أحيت في بداياتها الأمال الميتة في النفوس ، ولايزال (أبو سلام) يذكر كيف توجه ومَن معه من مدينة (كميت) الى مدينة (العمارة) للمشاركة في تظاهرة ضخمة مؤيدة للثورة . وقد سارع الحزب الى تأكيد ضرورة توجيه العناية لتشكيل الجمعيات الفلاحية وإرسال مجموعات من الرفاق المجربين الى القرى والأرياف النائية لحشد الفلاحين وتنظيم قواهم في الدعوة لتشكيل الجمعيات الفلاحية والأنضمام اليها ، وهكذا تشكلت (٣٦٠٠) جمعية فلاحية عملت على تعميق وحدة الفلاحين ، إذ ضمت الأعنياء منهم ومتوسطيهم وفقراءهم ، وساهمت في تنظيم مراجعاتهم في الدوائر والمؤسسات ذات الأختصاص والمتعلقة بشؤونهم الأدارية أو المتعلقة بتنفيذ قانون الأصلاح الزراعي وغيرها من المهمات .

  لقد مارس (عبد الواحد كرم) مهماته بمنتهى الجدية والحرص وعانى من تصاعد الأجراءات الامنية ، وقيام الشرطة بـ (الزرگات) المستمرة الى قريته والقرى التي شهدت نشاطات فلاحية أو كان يقيم فيها ناشطون في المجال الحزبي والفلاحي ، الأمر الذي أضطره الى الأبتعاد عن التواجد في محلية (العمارة) وأنظار الشرطة ، وإن كان نشاطه الحزبي والفلاحي لم يفتر ، وتصاعد نشاطه الذي أهلّه وبتزكية الرفيقين (سالم سريح) و(هاشم محمد المذكور) ورفيق آخر ليكون ممثلهم في مقر الأتحاد العام للجمعيات الفلاحية في (بغداد) ، فكان عمله في إجازة الجمعيات الفلاحية ثم أخذ مكانه كأمين صندوق المقر العام للأتحاد ، فكان في مكانه هذا كالعهد به جدارة وتنظيماً ونجاحاً .

  عام ١٩٦٣ وفي أثناء حدوث إنقلاب ٨ شباط الأسود كان (أبو سلام) محترفاً للعمل الحزبي وعضو محلية (البصرة) . وفي الحملة البربرية التي شنها البعث وقطعانه من الحرس اللاقومي على منظمات (الحزب الشيوعي) ، سقطت منظمة محلية (البصرة) بين مخالب أجهزة الأمن في المدينة ، ولكن ( أبو سلام) بحكم أنه غريب وجديد على المدينة وشخص آخر يُدعى (عرب عگاب) كان قد ترشح للمحلية في آخر أجتماع لها قبل الأنقلاب أستطاعا الأفلات من قبضة الأمن ولذا فلم يركنا الى الخوف والترقب بقدر ما عزما على أعادة تشكيل المنظمة بأسرع وقت وتوجيه لطمة للأجراءات البوليسية الدموية التي سادت المدينة .

  كان (ابو سلام) مسؤول الأطراف ، وبحكم مسؤوليته تلك أستطاع الأتصال بمجموعة كبيرة من الكوادر التي نجت من عمليات الأعتقال . كان معظم الذين أتصل بهم من الطلبة الذين يدرسون في (البصرة) ويسكنون أطرافها ، كما أن (عرب عگاب) نجح بضم أثنين من الطلبة يعرفهم ، وقد أستطاع (ابوسلام) وفي غضون شهرين جمع التنظيم وإصدار بيانات عنه وتحشيد تعاطف وتعاون مجموعة من المؤيدين للحزب ممن كان لهم علاقات واسعة بالجيش على أمل تنظيم صلة ما بالحزب في (بغداد) ، ولكن واحد من الذين كانوا مع (ابوسلام) في نفس البيت سلم نفسه للأمن وأدلى بمعلومات كاملة تم على إثرها القاء القبض عليه .وقد تم تعذيبه ومحاكمته ، صدر الحكم عليه بالسجن (15) عاماً ، رُحِّل بعدها إلى سجن (نقرة السلمان)، والذي قضى فيه 4 أعوام نقل بعدها إلى سجن (الحلة)، وقد حفر مع مجموعة من رفاقه منهم (جاسم المطير ومظفر النواب) وغيرهما، نفقاً يؤدي إلى خارج السجن ولم يوفق في الخروج من النفق .

نقل بعدها مع آخرين إلى سجن الرمادي حيث أضرب فيه عن الطعام، ثم إلى سجن بعقوبة حتى عام (1968) حيث أطلق سراحه بعد إنقلاب تموز 1968.

عاش أبو سلام فترة السبعينيات بكل ما حفلت من أفاق واسعة وآمال ضائعة وغادر العراق في عام 1978 في مشوار غربة ما كان يخطر في باله آنذاك أنه سيطول هكذا ، حتى أستقر به النوى في السويد منذ عام 1989 .

توفي صباح السبت في 25 آب عام 2018 عن عمر ناهز الـ 91 بعد صراع طويل مع أمراض الشيخوخة ومتاعب القلب.

تاركاً حسرة كبيرة في قلوب محبيه الكثر من رفاقه ومعارفه ، فلذكراه المجد والخلود والعزاء والمواساة لأسرته ورفاقه.