طريق الشعب
في مناسبة الذكرى 60 لثورة 14 تموز 1958، عقدت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كركوك، ندوه جماهيرية سياسية – تاريخية حضرها جمع من الشيوعيين واصدقائهم.

الندوة التي عقدت على قاعة مقر اللجنة المحلية في مركز المحافظة، قدمها سكرتير اللجنة الرفيق ريسان حسين، مستعرضا في بدايتها أهم الاحداث السياسية التي مربها العراق بعد الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945.
كما سلط الضوء على النهوض الثوري الذي شهدته بلدان العالم الثالث بعد الحرب، والتي نزعت نحو التخلص من السيطرة الاستعمارية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، مشيرا إلى انه في ذلك الحين، انتعشت الحركة الوطنية في المنطقة العربية والعراق، وتشكلت منظمات مدنية وديمقراطية، الأمر الذي لم يرق للقوى الاستعمارية وعملائها وأذنابها، فعمدت إلى التضييق على الحريات، واعتقال الشخصيات الوطنية ومحاكمتها ظلما.
وتناول حسين في حديثه وثبة كانون 1948، التي أسقطت فيها الجماهير العراقية معاهدة "بورتسموث"، ليكون رد النظام على ذلك، إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الرفاق الخالدين فهد وحازم وصارم، متابعا قوله "لكن سرعان ما نهض الحزب من جديد، ومارس نشاطه بين الجماهير، وشارك في الانتخابات النيابية مع احزاب الجبهة الوطنية عام 1954، فحصل على اكثر من 10 مقاعد، ما دعا الحكام العملاء الى إلغاء الانتخابات، وشن حملة اعتقالات ضد الوطنيين والديمقراطيين، وهذا استوجب على الشيوعيين التفكير في التخلص من النظام الملكي بالفعل الثوري".
وأوضح سكرتير اللجنة المحلية، انه بناء على ذلك تشكلت "جبهة الاتحاد الوطني"، التي ضمت أربعة أحزاب، هي: الحزب الشيوعي العراقي، الحزب الوطني الديمقراطي، حزب الاستقلال وحزب البعث العربي الاشتراكي، مشيرا إلى انه بعد أن شمل التضييق الحكومي طبقات المجتمع كافة، قرر العسكريون من الضباط وضباط الصف توحيد صفوفهم في جبهة موحدة تحت اسم "حركة الضباط الاحرار"، تناغم نشاطها مع نشاط "جبهة الاتحاد الوطني"، وظلت تتحين فرصة القيام بالفعل الثوري، حتى كان ذلك في صبيحة 14 تموز 1958، التي تهاوى فيها النظام الملكي.
وتطرق حسين إلى دور الشيوعيين من العسكريين والمدنيين الفعال في مساندة الثورة، على ضوء التوجيهات التي صدرت من قيادة الحزب قبل يومين من الثورة. كما تحدث عن محاولات القوى الاستعمارية التدخل لانقاذ عملائها، وكيف ان محاولاتها باءت بالفشل بسبب التضامن الكبير مع الثورة من قبل جماهير الشعب والدول الاشتراكية.
ثم ذكر السكرتير عددا من المنجزات التي حققتها الثورة خلال عمرها القصير، منها الخروج من "حلف بغداد"، وإعلان النظام الجمهوري، وتوزيع الأراضي على الفلاحين، وإقامة المجمعات السكنية، وتشريع القوانين المهمة.
وشهدت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وعقب عليها الرفيق ريسان حسين بصورة ضافية.