منعم جابر
عقد الحزب الشيوعي العراقي في بغداد، الخميس الماضي، جلسة تأبين واستذكار للرياضي ولاعب كرة القدم الراحل أخيرا، كاظم عبود.
الجلسة التي التأمت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس، والتي أدارها الإعلامي الرياضي عبد الرحمن فليفل، حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، وعدد من الرفاق اعضاء قيادة الحزب، إلى جانب جمع من الشيوعيين وأصدقائهم من المثقفين والرياضيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الرياضي.
الجلسة جاءت تقديرا وإكراما للفقيد، الذي ناضل وعمل بجد وإخلاص طوال حياته من أجل قضايا وطنه وشعبه. حيث تنقل بين محطات كثيرة وسطر صفحات مشرقة، من بينها نضاله الوطني في صفوف الأنصار الشيوعيين بجبال كردستان ضد النظام الدكتاتوري المباد، ودوره الرياضي المهم، وسعيه من أجل بناء رياضة عراقية معافاة، وإخلاصه لمبادئه وقيمه السامية، ولحزبه الشيوعي العراقي.

الرفيق رائد فهمي: كاظم إنسانا ورياضيا ومقاتلا

وبعد أن وقف الحاضرون دقيقة صمت إكراما للفقيد، ألقى الرفيق رائد فهمي كلمة تحدث فيها عن خصاله الإنسانية ونضاله ودوره في المشهد الرياضي، فضلا عن سعيه إلى تحقيق حرية وطنه وسعادة شعبه، مشيرا إلى ان عبود كان له دور مهم في القطاع الرياضي، وانه كان يواصل سعيه إلى بناء رياضة عراقية متطورة، ويحمل مشروعا رياضا طموحا "لكن الدخلاء على الرياضة والانتهازيين وقفوا بالضد من مشروعه الوطني".
وأضاف الرفيق فهمي قائلا "اننا كشيوعيين سنعمل ونواصل عملنا من أجل بناء الرياضة على أسس علمية، مثلما نسعى إلى بناء المجتمع".

عريان السيد خلف: عبود لاعبا كبير ورمز وطني

من جانبه ألقى الشاعر الكبير عريان السيد خلف، كلمة أمام الحاضرين، تحدث فيها عن علاقته بالراحل، وتطرق إلى بعض اهتماماته، مشيرا إلى انه كان يكتب الشعر، ويحمل الكثير من المواهب بالإضافة إلى موهبته الرياضية.
وطالب السيد خلف، الرياضيين والجهات القائمة على الرياضة، بتخليد الرموز الرياضية واستذكارها، والكتابة عنها، مؤكدا ان عبود كان لاعبا كبيرا ورمزا وطنيا مخلصا.

أصدقاؤه: تعلمنا من كاظم عبود المبدئية والتحدي

واستذكر العديد من أصدقاء الراحل ومجايليه، الذين حضروا الجلسة، صفاته وقيمه النبيلة ومبادئه السامية. إذ ألقى الكابتن منعم جابر كلمة استعرض فيها سيرة الراحل وصفاته، ذاكراً العديد من المواقف المشهودة للفقيد ودوره في فريق البريد لكرة القدم. كما القى الدكتور سعدون ناصر رئيس رابطة العاب القوى واحد ابطال العراق السابقين وتحدث عن دور الراحل ومواقفه وروحيته وتعامله الطيب مع الاخرين وتعلمنا من مواقفه المبدئية. ثم القى المربي داود العزاوي كلمة قال فيها ان عبود يتحلى بشخصية فريدة، رياضيا واجتماعيا، وهو من رياضيي الأمس الذين يتمسكون بالعلاقات الاجتماعية والصداقات الحميمة.
واضاف قائلا ان الخصال الحميدة التي يتميز بها الراحل، كانت قد أغاضت أزلام النظام الدكتاتوري المباد، ما جعلهم يبعدونه عن الرياضة، ليحرموا الوطن من لاعب نموذجي.
فيما تحدث الكابتن رسن بنيان، عن علاقته الحميمة بالراحل التي امتدت إلى أكثر من خمسين عاما، أعقبه المدرب السابق كاظم صدام، الذي تطرق إلى الفرق الرياضية الشعبية التي جمعته بالفقيد، مثل "فريق اتحاد فيوري" و"فريق الزمالك"، لافتا إلى ان المؤسسات الرياضية لم تنصف الراحل، ولم تستمع إلى مقترحاته وأفكاره بشأن تطوير الرياضة العراقية.
هذا وأجمع العديد من أصدقاء الراحل وزملائه على ان "كل من عاش قريبا من كاظم عبود، تعلم منه المبدئية والصراحة والتحدي".

ابن أخ الفقيد: شكرا لكم أيها المناضلون

وكان آخر المتحدثين في الجلسة، ابن أخ الراحل، سمير جلوب، الذي أعرب في كلمة له عن شكره للشيوعيين وقادتهم على متابعتهم الراحل والاهتمام به خلال محنته المرضية، مؤكدا ان العائلة تعلمت من كاظم الصبر والإرادة والمبدئية و"اننا تحملنا الكثير من المصائب ابان فترة النظام الدكتاتوري المباد، حيث أعدم أشقاء الراحل الثلاثة د. عبد الزهرة والقبطان محمد والرياضي عادل، إضافة إلى نجل الراحل، جواد، الذي كان فتى لم يتجاوز الرابعة عشرة". وتابع سمير جلوب قائلا انهم، ورغم كل ما مروا به من ظروف صعبة، ظلوا يواصلون موقفهم بالضد من النظام المباد حتى سقوطه في 2003.
وفي الختام قدم الرفيق رائد فهمي لوحا تقديريا باسم الحزب إلى عائلة الرياضي والمناضل الراحل كاظم عبود.