أدانت محكمة في شيلي تسعة من العسكريين من أعوان نظام الجنرال بينوشيت الفاشي بجريمة قتل المناضل الشيوعي والفنان الشهير فيكتور جارا28) ايلول 1932- 16 أيلول 1973)، الذي قاوم الانقلابيين المدعومين من الولايات المتحدة الامريكية بأغانيه الثورية. فحكمت بالسجن مدة خمسة عشر عاما ويوما واحدا على ثمانية من المتهمين بينما حكمت على التاسع بمدة تزيد عن خمس سنوات. كما أدين المجرمون أيضا بقتل مدير أحد السجون ابان الانقلاب. معروف ان جريمة قتل الشهيد جارا الذي أصبح رمزا مهما لضحايا الانقلاب قد وقعت بعد تحقيق وتعذيب شديدين في السادس عشر من أيلول عام 1973 انتهى بإطلاق النار عليه بأكثر من أربعين اطلاقة.
جدير بالذكر ان ضابطا قد أدين في عام 2008 لاشتراكه في جريمة قتل جارا كما ادانت محكمة امريكية في عام 2016 الضابط الفاشي السابق بيدرو بارينتوس الهارب الى الولايات المتحدة، بجريمة قتل فنان الشعب الشيلي الخالد.
في هذه السنة يكون قد مرت على جريمة الانقلاب والقتل هذه حوالي خمسة واربعين عاما ومازال (جراح الضحايا فم) يصرخ لتحقيق العدالة وإنزال العقاب بالمجرمين فمثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم. فهذا هو مصير المجرمين الطغاة المحتوم وفيه عبرة لجلادي الانظمة الدكتاتورية وحروبها وجرائم الارهابيين والطائفيين وما ارتكبوه بحق شعبنا العراقي ولابد للقضاء العراقي من انصاف الضحايا وليضع حدا لكل من تسول له نفسه التعدي على كرامة المواطن العراقي والتجاوز على حقوقه. قد يطول الوقت لكن ذلك سيتحقق لا محالة بنشاط منظمات المجتمع المدني والاحزاب الوطنية الساعية الى بناء الدولة المدنية الديمقراطية.
من أغاني فكتور جارا:
مرة اخري يريدون صبغ بلدي
بدم الأنسان العامل
هؤلاء الذين يتشدقون بالحرية
كم ارتكبت اياديهم من الجرائم
يعزلون الصغار عن امهاتهم
ويصنعون صليبا لتحمله تشيلي على ظهرها
ان رياح الشعب تناديني وتصرخ في حنجرتي
فيسمع شعري
حتى مماتي
على طرق الشعب والى الأبد.