يزداد تضامننا ودعمنا لشعبنا العراقي يوما بعد يوم، ما دامت مطالبه بحقه بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم بعيدا عن المحاصصة والمليشيات والفساد مستمرة.

لقد جاءت انتفاضة تشرين عام 2019 لتكلل نضال الشعب العراقي وحراكه الجماهيري، واحتضنتها وشاركت فيها ودافعت عنها كل فئات الشعب، مطالبة بالتغيير الشامل، رافعةً شعارات ومطالب عجزت الحكومات المتعاقبة عن تحقيقها.

فكان الرد من قبل الحكومة وميلشيات أحزابها الفاسدة، بقمعها وإرهابها وإسكاتها بكل الوسائل، بالرغم من ان التظاهر والاحتجاج والتعبير عن الرأي مكفول ومضمون في الدستور العراقي ومعه حرية وحق العيش بكرامة وأمان.

لقد أعطت انتفاضة تشرين أكثر من ثمانمائة شهيد وآلاف الجرحى والمعوقين والمغيبين من خيرة بنات وأبناء شعبنا، ولم تجرِ معاقبة ومحاسبة المجرمين الى اليوم.

وجاء في تقرير منظمة العفو الدولية في 27 أيلول 2023، "إنه يتوجب على السلطات العراقية ضمان الحقيقة والعدالة والتعويضات عن مقتل المئات وتشويه الآلاف على أيدي قوات الأمن العراقية، وذلك قبيل الذكرى السنوية الرابعة للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي عمت البلاد. وكخطوة فورية، يتعين على السلطات الكشف عن مصير وأماكن وجود الأشخاص الذين اختفوا قسرًا خلال حركة الاحتجاج التي بدأت في أكتوبر/تشرين الأول 2019".

إن الوضع السياسي غير المستقر وإصرار الأحزاب الإسلامية الطائفية للسيطرة على مقاليد الحكم عن طريق مهزلة الكتل البرلمانية، أدى الى خروج التظاهرات في بغداد والمحافظات الأخرى في تشرين 2019 مطالبة بالتغيير والإصلاح الشامل للعملية السياسية وتحسين الخدمات والأوضاع المعيشية وانهاء البطالة ومحاربة الفساد.

واليوم فإن مسببات انطلاق الانتفاضة لازالت موجودة باستمرار نهج نظام المحاصصة والفساد، وبوجود سلاح الميلشيات، ووجود الفاسدين والفاشلين في إدارة الدولة.

اننا نطالب بإنهاء الإفلات من العقاب ومحاكمة قتلة المتظاهرين وتعويض الجرحى منهم، والكشف عن مصير المغيبين من الناشطين، وحل المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة، وإنهاء منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.

إن ما جرى في فاجعة حفل زفاف بغديدا في الحمدانية قبل أيام والذي راح ضحيته المئات من الموتى والمصابين، ما هو الا دليل واضح للفساد وعبث المليشيات المستهترة بحياة الناس.

واليوم هناك اختيار واضح لأهلنا في انتخابات مجالس المحافظات للتخلص من هذه الطغمة الشريرة التي تسيطر عليها دول الجوار، وهذا الاختيار يكمن في "تحالف قيم المدني". هذا التحالف الذي يمثل المخلصين من أبناء شعبنا الطامحين الى عراق أفضل لا تسوده المليشيات والمحاصصة الطائفية والاثنية.

تحالف قيم المدني يخوض انتخابات مجالس المحافظات من اجل التغيير الشامل وبناء عراق مدني يؤمن بالوطن والمواطنة والعدالة الاجتماعية، فساندوه وانتخبوه من اجل العراق.

واستمعوا لصوت الناس، فالشموع لن تطفئ.

الإتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الأمريكية

1 تشرين الأول 2023