ليست هذه الحقيقة حسب عنوانها خبرا غريبا. ولكن كما يقول المَثل الانجليزي احيانا: الحقائق اكثر غرابة من الخيال. الغريب والعجيب هو تدوين العراق في المرتبة الرابعة من هذه الدول الفقيرة حاليا والتي تتصدرها فنزويلا التي، شأنها شأن العراق، تتمتع بأكبر احتياطيات ثروة النفط والغاز الطبيعي في قارة أمريكا الجنوبية ولربما في العالَم أجمع. تتضمن القائمة المدرجة حسب معيار معدل الدخل السنوي للفرد الواحد بالدولار الأمريكي: فنزويلا، ناورو، زيمبابوي، العراق، كوبا، لاتفيا، الهند، تركيا، مالي، والتايلاند. يسرد الكاتب، دانيال كوخلين، على صفحات مواقع شبكة الانترنت للأخبار بعض المعطيات التاريخية والاقتصادية كتعريف وتعارف بهذه الدول. وفيما يخص العراق، ذكر: خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن العشرين كان العراق يتقدم بسرعة صوب مكانة دولة متطورة. هذه الدولة الشرق أوسطية التي تنعم باحتياطيات ثروة النفط والغاز الطبيعي الهائلة، استفادت من تصاعد أسعار النفط عقب أزمة النفط في العام 1973 نتيجة لقرار منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك". تمتع العراق بأعلى مستوى المعيشة في المنطقة، اذ تضاعف معدل الدخل السنوي للمواطن العراقي بين عَقدي الخمسينات والسبعينات. وتمتع  البلد بمستوى راقي من البنية التحتية والخدمات الصحية والاجتماعية. ولكن هبطت آفاق تطور العراق عندما استولى صدام على زمام الحُكم رسميا في العام 1979.  وفي العام 1980 ورّط البلاد والعباد في حرب مدمرة ضد الجارة ايران طوال ثماني سنوات دمرت اقتصادها. ومما زاد في الطين بلّة كان هبوط أسعار النفط وتفشي الفساد في الداخل. فبنهاية ذلك العقد انخفض معدل الدخل السنوي للمواطن العراقي الى 938 دولار وأدى احتلال صدام للكويت في العام 1990 وحرب الخليج التي أعقبته الى تردي الاقتصاد الذي كان يخضع الى حصار واسع النطاق خلال ذلك العقد. تعرّض النمو الى صدمة كبيرة اخرى في الحرب العراقية التي شُنت في العام 2003 وانتهت في العام 2011. تحسن الاقتصاد نوعا ما بعد ذلك بالرغم عن تردي الوضع الأمني. ومع ذلك فان معدل الدخل السنوي للمواطن العراقي حاليا بلغ 5000 دولارا تقريبا.وفيما يخص ناورو(جزيرة صغيرة في المحيط الهادي)، ذكر: تنعم الجزيرة بثروة الفوسفات التي تستخدم في صناعة السماد للزراعة. خلال عَقد السبعينات تمتع مواطنوها البالغ عددهم 7000 فرد آنذاك بأعلى مستوى معدل الدخل السنوي في العالَم، 20000 دولارا. ولكن حكومة الجزيرة باشرت بحملة اسراف بشراء الطائرات والبواخر المتطورة وبناء فنادق فاخرة. وأما مواطنوها تفاخروا ببناء بيوت حديثة التصميم وشراء أرقى السيارات وغيرها. توقعت الحكومة نفاذ احتياطيات ثروة الفوسفات. لذا أودعت مبلغ  مليار دولارا في حساب للادخار الذي تلاشى بسبب سوء ادارته. وبحلول عقد الثمانينات تعطلت المناجم عن الانتاج وازدادت ديون الجزيرة واتخذت الحكومة  تطبيق إجراءات التقشف. وبحلول الألفية الحالية انهارت الخدمات المصرفية والاتصالات التلفونية التي أدت الى افلاس الحكومة. ومنذ ذلك الزمن تُدعم بالمساعدات الدولية وتعتمد كثيرا على الدخل من ايجار أراضيها كمعسكر للاجئين احتجزتهم دولة استراليا التي تنوي اغلاقه. هبط معدل الدخل السنوي للفرد الواحد الى 8000 دولار وتفشى الفقر.                                                                                 ولمزيد من المعلومات بالإنجليزية والصور راجع الرابط المدون أدناه.  

 https://www.msn.com/en-in/news/other/10-countries-that-used-to-be-rich-but-are-now-poor/ss-AAw2FbF

عرض مقالات: