السويد – مالمو – فاضل زيارة

بحضور طيف واسع من الادباء والكتاب والفنانين ومن المهتمين بالشأن الثقافي من العراقيين والسويديين، في امسية دعت اليها الجمعية الثقافية العراقية في مالمو، واستضافت فيها الروائية السويدية اليزابيث نيمريت ومترجم كتابها الموسوم "زمن الذئاب" الى اللغة العربية الاستاذ كامل السبتي. الروائية نيمريت حائزة على جائزة الكتاب الافضل في السويد لعام 2016، ولها مهارة عالية وخبرة كبيرة بالكتابة حيث كانت استاذة للتاريخ في جامعة ستوكهولم ولسنوات طويلة، وقد لاقت روايتها زمن الذئاب نجاحا باهرا وحصلت على العديد من الجوائز وترجمت الى العديد من اللغات، وكتب عنها الكثير من النقاد وتحظى بمكانة مرموقة في الاوساط الادبية العالمية.

وفي بداية اللقاء اصطفت فرقة التراث العراقي للغناء بقيادة المايسترو محفوظ البغدادي لاستقبال الروائية اجلالا للكلمة الحرة والثقافة الاصيلة التي سطرتها الروائية في معظم مؤلفاتها، خدمة للإنسانية جمعاء، وقد اثار هذا اعجاب وفرح الروائية ومن حضر معها، ثم بدأت الامسية اولا بغناء ما اجاده التراث العراقي من كلمات ولحن وحسن اداء عبر عدة وصلات، وكان الاعجاب كبيرا والفرح مرتسما على وجوه كل من حضر، لاسيما ان الفرقة التراثية ضمت كوكبة رائعة من النساء لأول مرة. انه العراق يغني، يغني للثقافة والحب وللكلمة الهادفة، وبالتالي يغني للإنسان انه العراق وليس فرقة التراث فحسب.

ثم ارتقت الروائية ومترجمها وناشر كتابها الى منصة اللقاء حيث طولها الممشوق بطول خارطة السويد، وابتسامتها تعلو محياها واللون الابيض الذي ترتديه ودلالته انها مؤمنة كل الايمان بالمبادئ الانسانية النبيلة اولا وبالنجاح في تقديم الافضل لكل بني البشر. خصت اولا وبنبرة حنين وقوة حياتها وبواكيرها الاولى في الكتابة، ومن ثم ركزت على روايتها زمن الذئاب، حيث اكدت على ان الصراع الطبقي في المجتمع السويدي منذ عام 1930، الصراع بين الخير والشر، الصراع من اجل حقوق العمال والكادحين، ثم اكدت على الشجاعة في ظل الحروب واهمية الوقوف على المبادئ والدفاع عن الفقراء والمحتاجين، ودعمت ذلك بأمثلة كثيرة عما عانته بعض شعوب اسكندنافية على يد هتلر من قتل وتشريد. الشجاعة لديها تعني القدرة على اتخاذ القرارات الناجحة وتطبيقها ولابد من ضوء في اخر النفق، ثم ركزت على الحب، انه الجوهرة في زمن الحرب، وكانت الانسانية مادة هذه الرواية لأنها مسكونة بالتاريخ ومسكونة بالإنسانية وعبرت عن ذلك باقتدار من خلال ابطال الرواية الذين سطرتهم، انها الرواية التي تحتوي على قصص حقيقية حول عمليات انقاذ البشر في الحرب العالمية الثانية.

ثم اشارت الى ان الرواية وظفت لخدمة الثقافة والادب وهما يؤديان الى تعميق وتطوير الوعي مما يخلق تفكيرا يساهم في أنسنة المجتمعات.

كما ساهم المترجم للرواية بإضفاء حالة من الفرح على اجواء الامسية، حيث وضح بان الكفاح من اجل حياة أفضل دائما ما يوصل الى نتيجة تؤدي الى اسعاد البشر. وقد اجاب عن معاناته وكيفية وصوله الى السويد، ولم يتناس بذكر ان السويد كانت لها الفضل الكبير في حياته، حيث ادميته في بلد لا يظلم بها أحد.

ثم كان للناشر الزميل ابراهيم الخميسي عن دار النشر ميزر توضيحاته عن الرواية وعن اهميتها في هذا الزمن وما عاناه من احداث الرواية متأثرا ومتمسكا بها وما خلقته له من مواقف جميلة جدا في حياة المجتمعات البشرية اذ انه ركز على البعد الانساني في الرواية.

وبعد انتهاء الامسية اقبل الحضور على شراء نسخ من الرواية موقعة من قبل المؤلفة والمترجم وبعد ذلك دعيت المؤلفة اليزابيث نيميرت الى مأدبة عشاء عراقي مما ادهشها وعبرت من خلالها على عظم الحفاوة والتقدير الذي حظيت به من قبل الجمهور العراقي الحاضر واكدت على انها تعجز عن تقديم الشكر والامتنان للشعب العراقي ممثلا في الجمعية الثقافية العراقية وفي الختام تم اهداؤها ومن حضر معها مجموعة من الكتب مع باقات من الورد كما هو لكل اعضاء فرقة التراث الغنائي العراقية، والى امسيات اخرى رائعة ومن هذا النوع المميز.

السبت / 09 – 06 – 2018