رغم مرور الاعوام الطويلة والاحداث المتسارعة على البلاد، تبقى ذكرى انقلاب 8 شباط الدموية لها خصوصيتها في جانبين: الاول بربرية جرائم البعث المقبور المتمثل بالحرس القومي. والثاني المقاومة العنيدة والصلبة للوطنيين والشيوعيين الذين وقفوا بوجه هؤلاء الاوغاد الذين كان يساندهم ويدعمهم بعض المتسترين بلباس الدين المزيف.
الكاظمية كانت هادئة ومسالمة حتى صباح الجمعة الرابع عشر من رمضان والمصادف 8 شباط حيث نجح الانقلابيون الفاشيست في السيطرة على مرسلات الاذاعة في ابي غريب ليذيعوا البيان رقم (1) في الساعة الثامنة والدقيقة العشرين صباحاً. اثار هذا البيان صدمة وفاجعة كبيرة لأهالي الكاظمية ولم يصدقوا ما حدث، ليتوجهوا بحشود غفيرة، مسرعين الى منطقة باب الدروازة وهم يهتفون باصوات عالية بحياة الزعيم عبد الكريم قاسم وينددون بالخونة الانقلابيين واعلانهم الاستعداد التام لمواجهة هؤلاء الاوغاد المجرمين دفاعا عن الكاظمية والوطن والشعب، ولم يبخل الشيوعيون وانصارهم في الكاظمية بالتضحية بارواحهم ودمائهم الزكية في مقاومة الاحداث الدموية البربرية وهم يصدون الانقلابيين والمتعاونين معهم من الخونة في الكاظمية.
ان الكاظمية الباسلة تشرفت باحتضان ابنائها المقاومين الابطال في محلاتها وازقتها الضيقة وخاصة ام النومي التي كان الانقلابيون من الحرس القومي يبحثون فيها عن المناضل الشهيد سعيد متروك الذي قدم حياته قرباناً للحزب والوطنية ومدينته الصامدة الكاظمية.
رغم مرور 55 عاما على تلك الاحداث المأساوية الا ان استذكار واحياء هذه المناسبة يعيد للاجيال والتاريخ بطولات ونضال وامجاد وبسالة الشيوعيين والوطنيين ضد الظلم والطغيان ، لقد اثبت الشيوعيون انهم المدافعون عن كل ذرة من تراب الوطن وحقوق الشعب، رغم ان كفة التسليح لم تكن متعادلة لان الشيوعيين وانصارهم مسلحون بالمسدسات وبعض البنادق فقط، بينما الانقلابيون يملكون كافة انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وبالرغم من كل ذلك فقد واجه هؤلاء مقاومة عنيفة وشرسة من اصحاب المبادئ الوطنية الشيوعيين وابناء مدينة الكاظمية الشرفاء.
وبهذه المناسبة لا بد ان نعطي ابرز الاسماء حقها وهي التي وضعت بصماتها في الصفوف الامامية في المقاومة الشيوعية ومنهم: الشهيد البطل سعيد متروك، وعبد الوهاب المنذري، وحميد الدجيلي، ومحمد رحمة الله، وعبد الرسول محمد امين، والاخوة طالب وجواد وسامي احمد سلطان وضياء رفعت وموفق هاشم، مع الاعتذار لمن لم يتسن لنا ذكر اسمه.
لقد سطر اهالي الكاظمية الباسلة والحزب الشيوعي العراقي ملاحم بطولية مجيدة لا يمكن فصلها عن بعضها. ان استذكار 8 شباط لدى الكواظمة القدماء يعني مقاومة الظلم والاستبداد وانتصار الحق وارادة الشعب الوطنية.
ان اهالي الكاظمية يكنون كل الاحترام للحزب الشيوعي العراقي الذي حرص على محاربة المندسين والاوغاد للحفاظ على كل شبر من تربة الكاظمية المقدسة.
الخزي والعار للانقلابيين الفاشست والخونة. المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية.

عرض مقالات: