عن كتاب أعلام النساء في الكوفة الغراء*

يروى ان القاضي عامر بن شرحبيل الشعبي ( ولد وعاش ومات في الكوفة .640 - 721 م ) كان جالسا يقضي بين الناس في المسجد، واذا بالسيدة الحسناء أم جعفر بنت عيسى بن جراد تمـرّ من أمام القاضي وهي تتمخطر وتسير بغنج وتهز أعطافها وترمى بنظرات ناعسة وعليها كساء من الحرير الاسود ، تبغي حكما من القاضي في خصومة لها ، فتقدمت الى القاضي ثم رجعت .

 وكان في المسجد  الشاعر هذيل فسألها : ما صنعت ؟

 قالت : سألني البينة ومن يُسأل البينة فقد  أفلح.

فأنشد هذيل :  

فُـتن الشعبيّ لما / رفع الطرف اليها

حين دلت بدلال / ثم هزت منكبيها 

وبنان كالمداري / وبكسر مقلتيها

قال للجلواز قدمها / وأحضر شاهديها

وقضى جورا على الخصم / ولم يقض عليها

كيف لو أبصر منها / نحرها أو ساعديها

لصبا حتى تراه / ساجدا بين يديها

بنت عيسى بن جراد / ظـلم الخصم لديها

يقال إن الشعبي كذّب الرواية واتهم هذيل بالكذب ويروي ابن عساكر إن الشعبي قال لهذيل : إن كنت كاذبا فاعمى الله بصرك ! فقيل ان هذيلا قد عمي ، وشاع هذا الشعر حتى تمثل به الولاة .

ومرّ الشعبي  يوما  بجارية تغني وتقول ( فتن الشعبي.. ) فلما رأته سكتت .

فقال لها : لما رفع الطرف اليها .

...........................................................

* اعلام النساء في الكوفة الغراء لمحمد سعيد الطريحي . ص 23

 

عرض مقالات: