بمناسبة الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين، نظّمت مجموعة من المنظمات المدنية والفعاليات الاجتماعية العاملة على الساحة الدنماركية، وقفة تضامنية واحتجاجية Hمام مبنى السفارة العراقية في كوبنهاكن، وذلك في 25 /10/2021، وشارك في هذه الوقفة بالإضافة الى ممثلي الجمعيات والمنظمات المدنية الديمقراطية، عدد من الشخصيات الصحفية والاكاديمية وجمع من ابناء الجالية العراقية.
هذا ورفع المحتجون اللافتات والشعارات التي تندد بالفساد والسلاح المنفلت وتدعو الى نبذ نظام المحاصصة واقامة نظام ديمقراطي عادل يستند على القانون ومبدأ المواطنة من دون تمييز. وقام وفد المنظمات المدنية بتسليم مذكرة احتجاج موجهة الى الرئاسات العراقية هذا نصها:
مذكرة
الى الرئاسات العراقية ممثلة ب
رئيس الجمهورية العراقية
رئيس مجلس الوزراء العراقي
رئيس البرلمان العراقي
رئيس مجلس القضاء الاعلى العراقي
نحن قوى منظمات وجمعيات ديمقراطية ومدنية عراقية ٫ ومعنا حشد من الشخصيات الادبية والاكاديمية والاجتماعية العراقية المقيمة في مملكة الدنمارك٫ نرفع اليكم مذكرتنا هذه ممزوجة بصوت التضامن مع الانتفاضة العراقية التشرينية التي اندلعت في الاول من تشرين الاول سنة 2019 وبصوت الاحتجاج على ما اقترفته الاجهزة الامنية والمليشيات المسلحة المنفلتة من جرائم بحق المنتفضين السلميين والذين كانت مطالبهم مختصرة بشعارهم المجيد (نريد وطن) ٫٫٫ الوطن العراقي الذي استباحه نظام سياسي تحاصصي طائفي٫ فانتشرت واستشرت جرائم الفساد واستباحة المال العام من قبل قوى سياسية عملت على نشر السلاح المنفلت بأيادي مليشيات لا هم لها سوى نشر الحقد والكراهية دون اعتبار للوطن وبنائه٫ حتى صار العراق ساحة لتنفيذ مصالح اجنبية دولية واقليمية،،، مصالح بعيدة عن هموم وتطلعات الشعب العراقي وحقوقه المشروعة في العيش الكريم.
اننا اذ نحملكم المسؤولية الكاملة إزاء الازمة العراقية البنيوية الشاملة التي يعاني منها مجتمعنا العراقي٫ والتي ادت الى اندلاع انتفاضة تشرين الباسلة في الأول من تشرين الأول 2019 في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة وانعدام الخدمات.
نؤكد ان هذه التظاهرات لم تكن وليدة اليوم، بل هي امتدادات لمعاناة حقيقية يمر بها شعبنا من 2003 بسبب الحكومات الفاشلة المتعاقبة واحزابها الطائفية الفاسدة.
لقد وواجهت القوات الأمنية هذه التظاهرات بعنف شديد وجرى استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي مما أدى الى استشهاد أكثر من 800 شخص وإصابة 20 ألف بجروح من بينهم آلاف “الإعاقات” الجسدية، الدائمة، فضلاً على اعتقال وتغييب العشرات من المحتجين. ومازالت عمليات الاغتيال والاختطاف مستمرة من قبل المليشيات المنفلتة دون رادع.
لقد أحدثت انتفاضة تشرين تغييرات كبيرة في المجتمع العراقي، فشارك العراقيون من مختلف انتماءاتهم الاجتماعية الطبقية، فتلاحم الشباب والطلاب والعمال والكسبة وخريجو الكليات والمعاهد والدراسات العليا، مطالبين بحقهم في العمل والحياة، انهم شيبة وشباب واطفال.
ولعبت النساء دورا قياديا وساندا، فكانوا جميعا فخرا للعراق وهم يضحون ويقدمون أنفسهم شهداء لأجل وطن اسمه العراق، لأجل مستقبل أفضل لشعبهم وللأجيال القادمة.
اننا في منظمات وتنسيقيات وتجمعات الجالية العراقية في الدنمارك، ندين بشدة قمع حرية التعبير والفكر والتظاهر المكفولة بالدستور العراقي. ونطالب بمحاسبة قتلة المتظاهرين السلميين العزل وتقديمهم للمحاكم، والتوقف عن ملاحقة واعتقال واغتيال المحتجين، وتعويض ذوي الشهداء، والاهتمام بالمعوقين، وإطلاق سراح المختطفين.
نحن نحمل الرئاسات العراقية كافة مسؤولية حماية المواطنين وتطبيق الدستور، ونحملهم تردي الاوضاع السياسية غير المستقرة وإصرار الأحزاب الإسلامية الطائفية على السيطرة على مقاليد الحكم عن طريق مهازل الكتل البرلمانية.
نحملكم ايها السادة المسؤولية كاملة ازاء ضياع وطننا العزيز، وسكوتكم على انهيار الدولة وبناها التحتية، ونطالبكم باتخاذ ما يلزم قانونيا ودستوريا لضمان حق الشعب العراقي في حياة كريمة.
ان تقاعسكم وفشلكم سيؤدي الى مزيد من الازمات، وبالتالي الى مزيد من الاحتجاجات الشعبية الاكثر عمقا ووعيا في بغداد والمحافظات الأخرى، مطالبة بالتغيير والإصلاح الشامل للعملية السياسية، وتحسين الخدمات والأوضاع المعيشية والصحية، وانهاء البطالة وكشف حيتان النهب والفساد، والتخلص من المحاصصة الطائفية، ومن اجل دولة عراقية مدنية ديمقراطية وعدالة اجتماعية.
نقف اليوم هنا رافعين مطالب المنتفضين التشرينيين، بإقامة انتخابات حرة شفافة نزيهة، تكون بوابة التغيير الشامل، ورفض اي نظام سياسي يقوم على اساس المحاصصة والتقسيم الطائفي والعرقي والجغرافي.
ان انتخاباتكم التي اجريتموها والتي فصلتموها على مقاساتكم لن تؤدي الا الى نفس اسباب اعادة انتاج ازماتكم، وها هي اليوم قد بانت مقدماتها بصراعاتكم فيما بينكم ولهاثكم وراء المصالح البعيدة عن هموم شعبنا العراقي.
نحن نطالب بأن يكون التغيير سياسيا وجذرياً، عابراً للطائفية المقيتة واحزابها الفاسدة، يعطي الحكم للشعب وقواه المنتفضة الوطنية المدنية. ونطالب بإكمال التعديلات الدستورية بما يخدم مصالح الشعب، والسيطرة على مليشيات الاحزاب وسحب السلاح من يدها، والتعامل بجد وحزم مع دول الجوار ومنع تدخلها في شؤوننا الداخلية. ونقول لكل الاحزاب المتنفذة الطائفية الفاسدة٫٫٫ لقد سئمنا من اعذاركم، وتظاهركم بالوطنية الزائفة، ارحلوا، فالشعب العراقي يريد تحرير الوطن
ارحلوا وخذوا معكم ميلشياتكم وفسادكم، واتركوا العراق لأهله الطيبين
نطالبكم يا رئاسات العراق ب
- 1. تقديم قتلة المتظاهرين السلميين العزل الى المحاكم. وعلى مجلس القضاء الاعلى تفعيل دوره دون تردد واتخاذ الاجراءات القانونية في حماية الحقوق المدنية للشعب العراقي.
- 2. التوقف عن ملاحقة واعتقال واغتيال المحتجين.
- 3. تعويض ذوي الشهداء، والاهتمام بالمعوقين، وإطلاق سراح المختطفين.
- 4. تحسين الخدمات والأوضاع المعيشية والصحية وحل مشكلة البطالة،
- 5. انهاء المحاصصة الطائفية والاثنية والحزبية.
- 6. مكافحة الفساد. بكشف الملفات الكبرى ومن يقف وراءها من حيتان الفساد ونهب الاموال العامة.
- 7. تفعيل قانون الأحزاب، واختيار مفوضية مستقلة للانتخابات.
- 8. حصر السلاح بيد الدولة وحل مليشيات الاحزاب وسحب السلاح من يدها. والغاء التشريعات القانونية لهم.
- 9. التعامل بجد وحزم مع دول الجوار ومنع تدخلها في شؤوننا الداخلية.
- 10. اتخاذ الاجراءات الاقتصادية الفاعلة لتفعيل الصناعة والزراعة الوطنية، وحماية المنتوج الوطني٫ بالعمل على تنويع الاقتصاد الوطني والكف عن الاستغلال غير الرشيد للثروات الطبيعية.
- 11. العمل على حماية المياه والبيئة٫ باتخاذ خطوات قانونية ودبلوماسية فاعلة لضمان حق العراق في حصصه المائية.
في النهاية نعلن وبشكل قاطع تضامننا الغير محدود مع ثوار الانتفاضة العراقية الباسلة وسنقف معهم حتى تحقيق مطالبهم التي تمثلنا جميعا.
عاش الشعب العراقي
عاشت انتفاضته التشرينية المجيدة ومجدا لشهدائها
عاش العراق
المنظمات والجمعيات المدنية والديمقراطية العراقية في الدنمارك