ودعت ناحية المدحتية في محافظة بابل أخيرا، بحزن وألم، واحدا من ابنائها الابرار، الشخصية الوطنية والاجتماعية الحاج هاشم حسن عبد علي، الذي توفي عن 90 سنة.
ينتمي “ابو يوسف” الى ذلك الجيل من ابناء البلدة وريفها، الذين شبّوا في اواخر الاربعينات واوائل الخمسينات من القرن الماضي، وهي فترة صعود الحركة الوطنية العراقية ضد الاستعمار ومن اجل الحرية والاستقلال الناجز، والتحقوا بالمسيرة الكفاحية للشعب وقواه الحية، وخاضوا المعارك الوطنية في اطارها.
ولا يُذكر اسم الفقيد عادة الا ضمن تلك الكوكبة من المناضلين الوطنيين الرواد في المنطقة، الذين تربوا في احضان الحزب الشيوعي العراقي، وأسهموا في مسيرة الحركة الوطنية وعاشوا انتصاراتها وانتكاساتها، وقدموا التضحيات الغالية وهم يخوضون الكفاح من أجل اهدافها السامية. وخلال ذلك امتزجوا بالناس وجماهيرهم الواسعة، ناشرين الافكار الوطنية والتقدمية في صفوفهم، ومدافعين عن مصالحهم، ومطالبين بحقوقهم، ومفتدين قضاياهم المشروعة حتى بأرواحهم.
وهكذا كسبوا التقدير العام لأهالي المدحتية وريفها الشاسع، وثقتهم واحترامهم. وعندما ودع الجميع أخيرا الفقيد هاشم حسن، وهوأحد الاخيرين الاحياء منهم، تذكروا بقية رفاقه وصحبه الراحلين بدر كاظم الحبيب وجابر عبد الجزائري وعبدالله حمزة الذرب وصاحب الحبيب ومهدي حسين العلي وعيد حسن علي ومنديل كاظم العبود وصاحب الحميد ومحمد علوان المكاوي، والعديدين غيرهم وبضمنهم من جاؤوا بعدهم وواصلوا حمل الراية المشرفة.
ولقد رحل معظم هؤلاء في العقود والسنين الماضية، استشهادا او بوفاة طبيعية، ولم يبق الا ابو يوسف وواحد آخر ربما على قيد الحياة. وها ان ابو يوسف يغادر وسط أسف وألم خيّما على المدحتية، لان ظروف وباء كورونا حالت دون توديعه الوداع اللائق.
وكان الفقيد هاشم حسن يتمتع باحترام ومحبة أهالي المدحتية وقراها وعشائرها لاسباب اضافية، اولها الخدمات المهمة التي قدمها لابناء المدينة بجهوده المثابرة ونفوذه الاجتماعي وشخصيته ذات المقبولية الكبيرة، كذلك دوره المحمود في تسوية وحل الكثير من الخلافات بين سكنة المدينة وأحيانا حتى النزاعات بين العشائر والعوائل، حتى سماه البعض”حلال المشاكل”
لذلك كله حقّ وصف المرحوم الحاج هاشم حسن عبد علي بـانه “شخصية وطنية واجتماعية”.