الرفيقات العزيزات

الرفاق الاعزاء

في مثل هذه الايام من كل عام، ومنذ ستة وثمانين ربيعا، يطل علينا آذار الخصب والعطاء حاملا مع نسائمه المنعشة ذكرى الولادة المباركة لحزب المستقبل، حزب صناع الحياة ومنتجي خيراتها المادية والروحية من العمال والفلاحين ومبدعي قيم الثقافة والعلوم، وسائر الفئات الاجتماعية التواقة الى غد انساني جديد، تسوده افكار الحرية والديمقراطية الحقيقية، واحترام الانسان بغض النظر عن جنسه ولونه وعرقه ودينه.. الى غد الاشتراكية والعدالة الاجتماعية، الحلم الازلي لبني البشر.

لقد خاض الشيوعيون العراقيون، من موقعهم في قلب الحركة الجماهيرية، نضالا جسورا ضد الانظمة الاستبدادية والدكتاتورية على مدى اكثر من ثمانية عقود، سجلوا فيه الى جانب اخوتهم من مناضلي القوى والاحزاب الوطنية والديمقراطية، اروع الصفحات والملاحم المشرقة، و قدموا خلاله تضحيات جسيمة قربانا للشعب والوطن. وبهذا استحق الشيوعيون احترام الجماهير، التي منحتهم ثقتها وغمرتهم بوفائها، و ظلت حاضنة امينة لهم في كل المحن و الخطوب التي مروا بها، ورفدتهم على الدوام بمواكب متواصلة  من بناتها وابنائها، ونظرت اليهم باعتبارهم مناضلين مجرَبين جريئين، يقفون في الصفوف الاولى للدفاع عن الشعب وحقوق ابنائه و حرياتهم.

نحتفل هذا العام وبلدنا يمر بظرف صعب وخطير حيث يتركز فيه الهم الوطني العراقي على إنقاذ البلد وحمايته من مرض الكورونا ومواجهة الازمة الاقتصادية الآخذة في الاشتداد جراء هبوط أسعار النفط عالميا، وعلى الاستجابة لارادة الشعب والمنتفضين في الخروج من حالة الاستعصاء السياسي وتشكيل الحكومة المؤقتة ، ان تجاهل المطالب المشروعة والمماطلة في تنفيذها، سيزيد حالة الاستعصاء السياسي في البلاد، ويعمق الأزمة التي ينوء تحت وطأتها شعبنا العراقي على الصعد كافة. كما انه يؤشر فقدان الشعور بالمسؤولية لدى الطغمة الحاكمة ، وبؤس ادارتها للأزمة وعجزها عن إيجاد معالجات لها. ان تحقيق ما يتطلع اليه الشعب والانتفاضة ويطالبان به، يستلزم خلق ارادة شعبية وطنية ضاغطة على القوى المتنفذة، عبر توسيع الانتفاضة وتنظيم صفوفها وزيادة مساحة تأثيرها وتوحيد رؤاها وتصوراتها، وفتح حوارات جدية بين المنتفضين وسائر القوى والشخصيات الوطنية الداعمة لهم والتي تحملت معهم الظروف الصعبة التي مرت بها الانتفاضة، وشاركتهم شرف تقديم الشهداء والتضحيات، لتأمين قيام اصطفاف شعبي وسياسي وطني واسع، داعم ومساند للانتفاضة، بما يديم زخمها وحيويتها ومواصلة الضغط لتحقيق اهدافها، وفتح الطريق امام التغيير المنشود الذي بات ضرورة ملحة.

المجد لانتفاضة تشرين البطولية ولشهدائها وكل شهداء العراق الأبرار.

تحية اعتزاز الى حزبنا الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه السادسة والثمانين.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا الاتحادية

الاحد 29 آذار 2020