في يوم 31 آذار العيد 84 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي توافد العشرات من الرفيقات والرفاق ، والصديقات والاصدقاء من ابناء وبنات الجالية العراقية في برلين وخارجها وبحضور ممميز للعوائل والشباب ، تلبية لدعوة منظمة الحزب في المانيا للاحتفال بهذه المناسبة العزيزة على قلوب العراقيين ، وعلى انغام اغاني الحزب (نعم انه شيوعي ، يابو الشعر والغنه ، حزب الطيبين ، فهدنا ، سلام عادل .. الخ ) مع عرض فلم يتضمن شعارات المناسبة وبوسترات تجسد سياسة وتوجه الحزب في الانتخابات القادمة ، وقد أمتلأت القاعة التي أزدانت بالشعارات والبوسترات والزهور بالضيوف .

قام الرفيق الاعلامي سعد كولاني بأفتتاح الحفل قائلا :

" الصباحاتُ المعبأةُ بالوردِ أنت..

وأنت المساءات الشفيفة ..

مثلما أنت نهارات الفرح الجميل..

 تستفيق بروحك كل أحلام الناس الفقراء، من الناصرية حتى آخر قرية في زاخو..

 وكأن روحك مزامير داود، تنفث في أوصال الموتى حياة جديدة، حياة من الجلنار، فيستعيذون بك من كل غيلان الاستغلال..

ويمضي بك الدرب، المسيرة صعبة والطريق طويل، وأنت عنوان التحمل والتضحية، وقافلة المناضلين تغذ السير نحو شمس الخلود...
 (في خلاياك هل نتذكر سر التناسخ؟
آخيت بين الحجارة والمستحيل، أذاً نحن في السر ننهض،
كل الوجوه التي اخترقت حاجز السيف..

تأتيك في ورق قد يكون الجريدة.. أو قد يكون الغصون( 
تتنوع في روحك دائرة التحول، فترتاح في مقلتيك نجوم السماء، ويصمت في عينيك جوع اليتامى، وتفضح سر البطولة حين يهتف الشهيد الأول (الشيوعية أقوى من الموت،وأعلى من أعواد المشانق)، فليس من سبيل للتحدي في أصابعك، غير سبيل الصمود، عند ذلك افتضحت دعاوى التشفي بالانهيار، وصمتت أبواق الأدعياء، بأنك ماعدت ذلك الفارس الذي ترتوي مهرته من مياه دجلة والفرات كل صباح، وما عادت الشمس ترسم ملامح وجهك عند انبلاج كل فجر.

كل عام وأنت البهاء ، كل عام وأنت السلام ، كل عام وأنت الشموخ ، كل عام وأنت الحلم الكبير .

تحل علينا اليوم ذكرى عزيزة على قلوبنا الا وهي الذكرى الرابعة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي .. الحزب الذي ولد ليبقى رغم كل المنعطفات عبر هذه السنين ولم ينحني امام كل اعاصير العهود البوليسية والدكتاتورية الفاشية ورغم كل القتل والتعذيب والتسقيط لكنه في كل مرة ينهض كالأسد ليولد من جديد وبدم جديد بالشباب مخيبا امال كل السلطات الفاشية القمعية التي تكالبت عليه خوفا من نفوذه ."

ورحب عريف الحفل بالضيوف ممثلي القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الديمقراطية والمدنية وجميع الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء وتمنى لهم أمسية سعيدة ، ثم ألقى الرفيق سامي جواد كاظم كلمة منظمة الحزب والتي جاء فيها :

" في ٣١ آذار ١٩٣٤ ولد الحزب الشيوعي العراقي من رحم مجتمعنا، مدافعا عن مصالح الشعب والوطن، ومجسدا طموحات وتطلعات العمال والفلاحين وسائر شغيلة اليد والفكر، ومكافحا لتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية والديمقراطية وبناء الدولة المدنية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، ولإنضاج شروط انعتاق المواطن العراقي من كل قيود الاستغلال والقهر والاستلاب.

وفِي مسيرته النضالية الحافلة على مدى ٨٤ عاما وقف الحزب وما زال ضد التسلط والاستبداد والتمييز القومي والديني والطائفي، مناصرا وداعما حقوق المرأة ولضمان الحقوق والحريات العامة والخاصة، وعاملا مع القوى الديمقراطية والوطنية على تعزيز النهج الديمقراطي الاتحادي، ورافضا كل أشكال التعصب والتطرف والارهاب ومصادرة الآخر المختلف، ولضمان التداول السلمي للسلطة وبناء دولة القانون والمؤسسات وتأمين حقوق الانسان والحياة الحرة الكريمة.

وفِي راهن الحال ، وفِي ذكرى تأسيسه ، يجدد الحزب انحيازه الى عالم العمل وقيمه ، مدافعا عن مصالح الكادحين والمهمشين وذوي الدخل المحدود ، مشددا على رعاية الفئات الاجتماعية الأكثر تضررا مما آلت اليه اوضاع بلدنا ، جراء فشل نهج الحكم وآلية إدارة البلد وعقم نمط التفكير والركون الى المحاصصة الطائفية والإثنية ، وما ادى اليه ذلك من تفشي الفساد في مؤسسات الدولة وضعف ادائها وتخليها عن وظائفها الاساسية في ضمان استتباب الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات وتوظيف موارد البلد على نحو سليم وبما يضمن تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة  .

ولكم مد الحزب في هذا السياق يده للتعاون والتنسيق مع كل القوى الحريصة على إنقاذ البلد ووقف التدهور والسير على طريق التغيير والإصلاح الجذري."

وتليت برقيات التهنئة التي وردت من الحزب الديمقراطي الكردستاني ، والحزب الشيوعي اللبناني وحزب الشعب الفلسطيني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ثم القى عريف الحفل قصيدة للشاعر د. حسين جهاد العتابي بعنوان "مناجاة مع الحزب الشيوعي العراقي " جاء فيها:

شيْخَ الثمانينِ في أفكارِكَ الشمَمُ

 مِنَ الكبائرِ تـَسقينا فنغـْتنِمُ
هنَّ الثمانون أقمارٌ وما انطَفَأت
هالاتهنَّ، ورَغْمِ الضَيمِ تبتَسِمُ
يامِنْجَلاً بادَلَتْهُ الحُبَّ مِطْرَقةٌ
يخْضَرُّ عودُكَ لا شيْبٌ ولا هَرَمُ
أهديتنا فِكـَراً للْخَيرِ هادِفَة ً
حُبُّ البلادِ بِنا مِنْ فِكْرِكَ الكَرَمُ
في يَومِ عيدِكَ نسْتَوْحي الفِداءَ وَمَنْ
الى الشَهادَةِ قدْ أسْرى بِهِمْ قَسَمُ
الواهبينَ على دربِ الكفاحِ دماً
والكاسرين قيود الظلمِ واقـْتحموا
كُلَّ الصعابِ، وإنْ ناديتَهُمْ عَزَموا
فلا مَتاعِبُ تُثنيهم ولا نَدَمُ
سالـَتْ دِماكَ وما حابَيْتَ أنْظِمَةً
وتَنشُدُ السِلْمَ مَصْبوغاً بِهِ العلمُ
فلِلْسَلامِ بِما عاهَدْتَ مَنْزِلة ٌ
وفي كِفاحِكَ جُرْحُ الشْعْبِ يَلتئمُ
سَيَعْلمُ الناسُ عَنْ بُعدٍ وعن أمَمٍ
بأنّكَ خَيرَ مَنْ فاضتْ بِهِ الحِكَمُ
تسْعى الى الحُكْمِ أحزابٌ وأنْظِمَةٌ
الى النَزاهةِ لا تخْطو لَها قَدَمُ
وأنتَ زهدُكَ لنْ يلهو الزمانُ بهِ

فيكَ المهابةُ والأخلاقُ والعشَمُ

وقدم بأسم منظمة الحزب خالص التهاني والتبريكات للمرأة العراقية بعيدها العالمي و للشعب الكردي بعيد نوروز ، وكذلك للاخوة المسيحيين بمناسبة حلول عيد الفصح ورأس السنة البابلية "أكيتو".

ثم عرضت قصيدة للشاعر الحلي موفق محمد بعنوان "الى المتأسلمين" نالت اعجاب الحضور.

وبهذه المناسبة المجيدة تم افتتاح حملة التبرعات التي اطلقها الحزب لدعم حملته الانتخابية لايصال ممثليه الى البرلمان، وبادر الرفيق د. كاظم حبيب بالتبرع بعشرة نسخ من مؤلفه القيم حول الديانة الايزيدية لدعم الحملة ، ولبى العديد من الرفيقات والرفاق والصديقات والاصدقاء هذه الدعوة فورا بالتبرع بما جادت بها اياديهم ونظمت قائمة باسماء المتبرعات والمتبرعين.

وبهذا انتهى الجزء السياسي للحفل ، حيث قام الرفيق الفنان طه حسين رهك بأدارة القسم الفني للحفل وقدم احدى اغانيه الجديدة بعنوان " قشمراني" التي تتحدث عن استغلال احزاب الاسلام السياسي للناخب والمواطن العراقي باسم الطائفة والدين ، ثم توالت مساهمات بعض الفنانين الشباب الذين قدموا الاغاني والمواويل العراقية الجميلة وتفاعل الجمهور معها بالغناء والرقص ، وقام احد الشباب بالقاء بعض القصائد الغزلية التي نالت الاعجاب ، وكان مسك الختام للرفيق للفنان المبدع جاسم مراد الذي اطرب الحضور بصوته الرائع بادائه لبعض اغاني الطرب العراقي الاصيل للمطرب قحطان العطار وسعدون جابر ، وفي ختام الحفل قام الرفيق سامي جواد كاظم وبأسم منظمة الحزب  بتقديم شهادة تقديرية للرفيق الفنان جاسم مراد مع الشكر والامتنان  لمساهماته المستمرة ومنذ اكثر من عقدين في احياء الحفلات والفعاليات الحزبية ، وقام الرفيق أيضا بتقديم الشكر وشهادات تقديرية للفنانين الذين احيوا هذا الحفل متمنيا لهم النجاح والموفقية ، وانفض الجمع الجميل محملا بالفرح والارتياح بهذه المناسبة المجيدة على امل اللقاء قريبا في افراحا وفعاليات قادمة.