فالح ياسين الربيعي
أقام "منتدى مثقفي البصرة"، الاسبوع الماضي في ميدان الاعتصام بمركز المدينة، أمسية بعنوان "حين تؤرخ السينما ثورات الشعوب"، ضيّف فيها كلا من د. هاشم الموسوي والمهندس ظافر المظفر، بحضور جمع من المعتصمين والمهتمين في الشأن السينمائي.
ابتدأت الأمسية بوقوف الحاضرين دقيقة صمت في ذكرى شهداء انتفاضة تشرين. بعدها عرضت مقاطع فيديو مقتطفة من أربعة أفلام شهيرة تجسد الحركات الثورية في العالم، هي: "جيفارا"، "سبارتاكوس"، "غاندي" و"لورنس العرب".
بعد ذلك تحدث د. الموسوي عن الحراك الثوري في العالم، مبتدئا بالثورة الكوبية عام 1959 التي قادها فيدل كاسترو، والتي تزامنت أحداثها مع ثورة 14 تموز 1958 في العراق، موضحا أن الثورة الكوبية لا تزال متواصلة حتى يومنا هذا، رغم الحصار الكبير الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا. ثم تطرق إلى فيلم "جيفارا"، الذي يسرد تفاصيل عن سيرة الثائر الارجنتيني تشي جيفارا، الذي هزت حركته الثورية العالم.
وأوضح أن الثورة الكوبية ولدت شرارات ثورية في كل العالم، حتى في العراق، لافتا إلى ان الانتفاضات التي شهدتها مناطق جنوب العراق، وتحديدا في الأهوار، كانت متأثرة بالثورة الكوبية.
وتابع قائلا أن "بعض الطلبة العراقيين الذين كانوا يدرسون خارج العراق، شاركوا في انتفاضة الاهوار، لكن للأسف قتل معظمهم"، مبينا أن هؤلاء الطلبة كانوا متأثرين بالحركة التي قام بها جيفارا في بوليفيا ضد الجيشين البوليفي والأمريكي، والتي استطاع فيها مع ثمانين ثائرا احتلال الكثير من المناطق الريفية، حتى العام 1967 الذي أجهضت فيه الثورة.
من جانبه تحدث المهندس المظفر عن فيلم "غاندي" الذي أنتج عام 1982، بإخراج البريطاني ريتشارد اتنبيرغ، مبينا أن هذا الفيلم يعبر عن تطلعات الشعب الهندي للحرية، ويسرد تفاصيل عن حياة الزعيم الهندي المهاتما غاندي، الذي كان مبدؤه الثوري مرتكزا على اللاعنف.
وأشار إلى أن غاندي استطاع أن يوحد الهند بالرغم من كونها تحتوي على أكثر من 300 قومية ودين.
بعدها عاد د. الموسوي ليتحدث عن فيلم "سبارتاكوس"، الذي يجسد الثورة على العبودية عام 71 قبل الميلاد، مبينا أن الامبراطورية الرومانية كانت قد احتلت العديد من البلدان واستعبدت شعوبها وتعاملت معهم بقسوة وعنف.
وأضاف قائلا أن الثائر سبارتاكوس الذي تدرب على مصارعة الاسود، والذي كان يمتلك قوة جسمانية هائلة، استطاع أن يقود الكثيرين من الأسرى والسجناء لدى الامبراطورية، ويهربهم من السجن عن طريق حفر أنفاق باستخدام السكاكين، مشبها هذه العملية بما قام به السجناء السياسيون العراقيون في سجن الحلة عام 1967.
ولفت د. الموسوي إلى أن سبارتاكوس قاد ثورة كبيرة هزت عرش الامبراطورية الرومانية، لكنه بعد ذلك لقي حتفه، مبينا أن ثورته تعتبر من اولى الثورات التي اسست الى قيام ثورات الشعوب التي تعاني الاضطهاد على أيدي الدول المتعسفة.

عرض مقالات: