طريق الشعب

ضيّفت "خيمة ثوار التحرير"، إحدى الخيمات المعتصمة في ساحة التحرير، أخيرا، التربوي فاروق بابان الذي تحدث في ندوة حول "التعليم بين الانتكاسة وآفاق المستقبل في ضوء انتفاضة تشرين".

حضر الندوة التي نظمت في الهواء الطلق أمام الخيمة الكائنة بالقرب من نصب الحرية، جمع من المنتفضين والمهتمين في الشؤون التربوية. فيما أدارها الإعلامي طه رشيد.

الضيف، وفي بداية حديثه، استعرض تاريخ التعليم في العراق، مشيرا إلى دور المدارس الحكومية الايجابي ورصانة مناهجها طيلة عقود ما قبل النظام البعثي المباد.

وتابع قائلا أنه بعد سيطرة حزب البعث على السلطة، ومحاولته "تبعيث" التعليم، وقيامه بتغيير المناهج بما ينسجم وأفكاره التسلطية، هجرت العناصر التربوية الكفوءة هذا القطاع المهم، مبينا أن سياسة عسكرة المجتمع خلال حقبة البعث، انعكست على التعليم من جوانب مختلفة، وأثرت على المعلم والطالب والمناهج.

وتحدث بابان عن وضع التعليم في الفترة التي تلت سقوط النظام المباد، وما شهدته من تراجع كبير في هذا القطاع، انعكس في هروب الطلبة المريع من المدارس، وارتفاع نسب الأمية إلى مستويات خطيرة.

ونوه إلى خطورة خصخصة التعليم الحاصلة في أيامنا هذه، والتي أدت إلى جعل المدارس الخاصة وسيلة للربح، ما حوّل التعليم ورسالته السامية الى عملية تجارية هدفها الاهم هو الربح على حساب العائلة والطالب.

وتخللت الندوة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، تساءلوا فيها عن الحلول الكفيلة بإنقاذ التعليم في العراق. وقد أجاب التربوي فاروق بابان عن التساؤل، مشيرا إلى أن الحل يكمن في "إقامة دولة مدنية ديمقراطية.. دولة مواطنة تسود فيها العدالة الاجتماعية، وبهذا تستطيع أن ترسم خططا استراتيجية صحيحة للسياسة التعليمية في العراق".