الشعراء لايموتون : 

تنبأ الشاعر الإسباني (فيدريكو غارسيا لوركا ) قبل إعدامه رميا بالرصاص على أحد التلال القريبة من غرناطة بأسبانيا أثناء الحرب الأهلية الأسبانية وهو في سن الثامنة والثلاثين , تنبأ بأنه سيموت مقتولاً وبأن أحداً لن يجد جثته رغم البحث عنها حيث قال: 

(وعرفت أنني قتلت

وبحثوا عن جثتي في المقاهي والمدافن والكنائس

فتحوا البراميل والخزائن

سرقوا ثلاث جثثٍ

ونزعوا أسنانها الذهبية

ولكنهم لم يجدوني قط  ) .

نعم ...بالضبط كما تنبأ الشاعر الثوري الشيوعي (علي اللامي) الذي أغتيل اليوم 11 ديسمبر بثلاث طلقات نارية  في منطقة الرأس ، بعد عودته من المظاهرات في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد , حيث كتب (اللامي )عبر حسابه الرسمي على فيس بوك قبل إغتياله باسابيع  قصيدة يقول فيها : 

( لست اخشى على سلامتي
أبداً ...
و يد ابنتي
وهي تلوّح لي عند الباب مغادرأ
لم تقل ( رافقتك السلامة)  ..!
فقد كانت نظراتها شاخصة نحو الشمس
حيث ادركت خطاي المغزى .
لم تقل رافقتك السلامة
رغم انها تعرف
ان الرصاص
لم يعد طائشا هذه الايام
وان كل شيء بثمن
الا الموت في وطني
بالمجان ....!
لست اخشى على سلامتي
أبداً....
وما الذي تعنيه السلامة ...؟
وهذا الوطن مكبل من الحلم إلى الحلم  ) .

كما كتب ايضاً:(  قسماً ببغداد ما نرجع للبيوت الا بتابوت)  ...

لقد رحل (اللامي) قبل إكتمال الحلم ..ولكن هناك الألاف من الثوار سيواصلون النضال حتى  اخر المشوار مهما بلغ الضيم الحناجر ... 

نَمْ رفيقي الغالي , نَمْ ايها الشاعر الجميل . نَمْ قَرير العين...

لن اكتب نعياً لرحيلك...لان الشعراء لايموتون ...

ستكون معنا دائمأ في ساحات النضال وخنادق الدفاع والاستبسال, وكما كتبت لي يوماً: (لا راحة لاصحاب القضية يارفيقي ، لاراحة ابداً ) ...

اقول لك : فعلاً..أيها القديس : لا راحة لنا والعراق بيد من لاهم لديه سوى القتل والفساد ونهب ثروات الشعب  ...!! 

أخيرا أقول : 

ترك ( اللامي ) وراءه ثورة و كنزمن الكلمات والافكارالثورية التي لا تنضب , 

ترك ( اللامي ) قصائد ولوحات شعرية وكلمات لا تندثر عبر تاريخ الشعرالثوري المعاصر وكون مدرسة ثورية تأثر بها كل من قرأ قصائده وكلماته.

عرض مقالات: