طريق الشعب
شهدت مدينة الناصرية، خلال اليومين الماضيين، أحداثاً دامية راح ضحيتها 4 شهداء وإصابة أكثر من 60 مواطنا، خلال عمليات فض تجمعات المتظاهرين لقطع الجسور والطرق تنديداً باختطاف احد الناشطين المشاركين في اعتصام ساحة الحبوبي وسط المحافظة، وفيما استمرت التظاهرات رغم استخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، كشف مدير أوقاف ذي قار، عن تفاصيل حرق مقر الوقف الشيعي في مركز المحافظة.

ليلة دامية

وذكر مراسل "طريق الشعب"، باسم صاحب، أن مواجهات عنيفة بدأت في الساعة الثامنة مساءً، يوم السبت الماضي، وصفها أهالي المحافظة بالمجزرة الدموية، ضد المنتفضين الذين قطعوا كافة الجسور والطرقات على خلفية اختطاف الناشط، ناظم جودة الطائي، والذي كان يواظب مع عائلته يومياً على تنظيف ساحة الحبوبي التي تعد مركزاً رئيساً لتجمع المحتجين والمعتصمين.
وأضاف صاحب، أن وتيرة الأحداث بدأت تتصاعد في محافظة ذي قار، بعد إغلاق جسر الحضارات، لتصل إلى ذروتها بعدما حاولت مجموعة من المتظاهرين إغلاق تقاطع البهو (وسط الناصرية) الأمر الذي أدى الى الصدام مع قوة من مكافحة الشغب، والتي بدورها استخدمت قنابل الغاز المسيل والصوتية لتفريقهم في البداية، لافتاً إلى "تعزيز قوات مكافحة الشغب بعد محاصرتها من قبل المحتجين، بقوات إضافية من سوات والرد السريع التي فتحت نيران الرصاص الحي عليهم، موديةً بحياة شهيدين أثنين وإصابة 33 جريحاً وفق الإحصائيات الأولية".

استمرار القمع

وأوضح المراسل، أن المواجهات استمرت حتى السادسة من فجر يوم أمس، لتتضاعف خلال ذلك اعداد الضحايا حيث سجلت المحافظة وقوع 4 شهداء وأكثر من 60 جريحا تم نقلهم الى المستشفيات الحكومية والأهلية وفق الاحصائية الجديدة التي اعلنت، منوهاً إلى أن القوات الأمنية استخدمت خلال قمع المتظاهرين، الرصاص الحي عبر الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فضلاً عن استخدامها القنابل المسيلة للدموع التي تسببت في حالات اختناق كثيرة جداً، في مشهد دموي لم تره المحافظة سابقاً رغم ما جرى من قمع شرس في الأيام الماضية.
ومضى بالقول، أن بعض المنازل الآمنة للمواطنين لم تسلم أيضاً من غازات القنابل التي لم تستن احداً، لتدخل بذلك مدينة الناصرية في حالة عصيان عام، عطلت على أثرها المدارس والجامعات وكافة الدوائر الحكومية.

الحبوبي تواصل الاحتجاجات

وأفاد مراسل "طريق الشعب"، بأن ساحة الحبوبي استمرت في استقبال الآلاف من المتظاهرين والمضربين عن الدوام من الموظفين والطلبة وبعض أصحاب المهن الحرة والنقابات والجمعيات، رغم الأحداث الدامية واستخدام الرصاص الحي.
وأشار إلى أن الهتافات والشعارات التي رددت في الساحة، جددت المطالبة باستقالة الحكومة فوراً، وتنفيذ مطالب المحتجين، مبيناً أن المتظاهرين قطعوا اثناء ذلك، طريق الناصرية - سماوة في ناحية البطحاء تضامنا مع المنتفضين وشلت حركة المركبات لساعات طويلة، بينما قطع آخرون الطريق الرابط بين قضاء سوق الشيوخ ومركز المحافظة.

حرق بناية الوقف الشيعي

وفي الأثناء، كشف مدير أوقاف ذي قار، المهندس احمد كريم عبد الجبار، ‏أمس، تفاصيل حرق مقر الوقف الشيعي في مدينة الناصرية.
وقال عبد الجبار، في تصريح صحفي لوكالة "بغداد اليوم"، إن "مجموعة من المتظاهرين المتواجدين في شارع الزيتون، دخلوا الى دائرة الوقف الشيعي وحرقوا الطابق الاول للبناية بالكامل"، مشيراً إلى أن "تأخر سيارات الإطفاء عن الحدث أدى الى وصول النيران الى الطابق الثاني، ما تسبب في أضرار انشائية".
وأضاف عبد الجبار، "لا نعلم سبب حرق بناية الوقف، رغم عدم وجود دوام في الدائرة نتيجة إغلاق الطرق والجسور"، مبيناً أن "وضع المحافظة خطر جداً أثر الأحداث التي شهدتها".
وفي غضون ذلك، أعلن مصدر أمني في الناصرية، قيام المتظاهرين في سوق الشيوخ بقطع الطريق الرئيس الرابط بين القضاء ومركز المحافظة، مستخدمين الإطارات المحروقة التي وضعوها وسط الشارع، فيما لفت إلى أن متظاهرين آخرين حاصروا شركة نفط ذي قار وحقل كطيعة النفطي.