الموصل – وكالات

في مناسبة اليوم العالمي للسلام 21 أيلول، احتضنت مدينة الموصل، يومي الجمعة والسبت الماضيين، "مهرجان نينوى للسلام"، الذي شارك فيه فنانون ومثقفون ومواطنون من مختلف الطوائف والقوميات، ومن محافظات ومدن عدة.

 واحتفى سكان المدينة التي عاشت أياما مظلمة قلقة وشهدت دمارا وخرابا في فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، بالتنوع والتعايش، معبرين عن سعادتهم بالاستماع إلى الموسيقى والمشاركة في الدبكات الراقصة ومشاهدة المعارض الفنية والتراثية والعروض الرياضية التي تخللت المهرجان.

وقال منسق المهرجان، صقر زكريا في حديث صحفي، ان المهرجان أقيم في منطقة الغابات شرقي المدينة، والتي كان تنظيم داعش الدموي يسيطر عليها ويدرب مقاتليه فيها، موضحا أن المهرجان يأتي في إطار جهد مشترك بين سكان المدينة، الذين يهدفون من خلاله إلى الدعوة للسلام والأمن والتعايش، وأن نحو 100 متطوع من الشباب أشرف على تنظيم المهرجان.

ولفت زكريا إلى أن المهرجان حضره نحو 10 آلاف زائر، ما يعد الحدث الأبرز في مدينة الموصل بعد تطهيرها من دنس تنظيم داعش الإرهابي.

من جانبه قال ستيف أشتي، وهو أحد المشاركين في المهرجان من أبناء الطائفة المسيحية في أربيل، إنه سعيد برؤية مختلف مكونات العراق وهي تجتمع في الموصل بمهرجان يدعو إلى السلام والتعايش.

وساهم في المهرجان فنانون وموسيقيون من مختلف الطوائف والقوميات، وقدموا عروضا موسيقية وغنائية تعكس ثقافة الموصل المميزة وتراثها.

كذلك تخللت المهرجان عروض أزياء تراثية جسدت مختلف المكونات العراقية، وعروض رياضية، ومعارض للأعمال اليدوية والصناعات والحرف، ساهمت فيها مواهب شبابية.

وكانت من بين فعاليات المهرجان المميزة، دبكات عربية وكردية وتركمانية وسنجارية، فضلا عن دبكة جماعية شارك فيها زائرون من مختلف القوميات، ما جسّد الآصرة القوية التي تجمع العراقيين على اختلاف مشاربهم.

وأعرب الكثيرون من زائري المهرجان عن بهجتهم الكبيرة بهذا الحدث. فقد أشارت الشابة أسيل هيثم، إلى أن هذا المهرجان "يعيد الحياة والفرح والأمان إلى أم الربيعين".

إلى ذلك ذكر مدير "المجمع الأعلى للتصوف" في العراق – مكتب نينوى، رامي العبادي الذي حضر المهرجان، أن المشاركين في المهرجان، من فنانين وزائرين، كانوا من طوائف وقوميات متباينة، بين عرب وكرد وتركمان وشبك وايزيديين ومسيحيين ومسلمين، مشيرا إلى أن هذا التجمع يعكس التعايش السلمي والمحبة بين مختلف المكونات العراقية.