لينا النهر 

‎في اول لقاء لنا كممثلين عن الجمعية الثقافية العراقية مع مؤسسة معرض الفن في مدينة مالمو، تشوقنا الى يوم افتتاح المعرض . فهمنا ان هذا المشروع كبير ويستوجب جهدا ووقتا كثيرا. حدثنا مدير معرض الفن السيد ماتس خيرنستيد وطاقم العمل من مدراء المشاريع الفنية عن الفنان مايكل راكوفيتز. فنان أمريكي- عراقي يعشق العراق الذي لم يره من قبل ويعيشه من خلال احاديث والديه وأجداده الذين غادروا العراق منذ زمن طويل جداً. حدثونا عن فنه الذي يعيد تراث العراق المفقود والذي نهب ودمر ابتداء من غزو الأمريكان للعراق واستمراراً الى داعش الإرهابي الذي حطم الجزء الأكبر منه في مدينة الموصل. هذه الفقرة من هذا المعرض تدور حول مدينة نمرود الأثرية. عن قاعة الاحتفالات فيها والتي تسمى بقاعة ج. عرفنا ايضا اهتمام الفنان في التعامل مع عراقيي السويد في مدينة مالمو بالأخص والسويد بصورة عامة. 

‎فرحنا جداً بهذا الفنان من قبل الحديث عنه ورحبنا بالعمل. ابتدأ العمل في الشهر الثالث من هذا العام واستمر الى ليلة الافتتاح يوم ١٣ أيلول ومازال مستمرا لينتج أعمالا اخرى كثيرة غيرها خاصة بالعراق والمنطقة اجمع وعن الاستعمار والإمبريالية وعن شتات الهجرة وكل ما يدور حول هذه المواضيع. 

‎هذه الأعمال بدأت مع المعرض وتوسعت الى جهات ومؤسسات سويدية اخر. 

فترة العمل كانت مفيدة وقيمة بالنسبة لجميع الأطراف. حيث كانت هذه اول تجربة لمؤسسة سويدية معروفة ثقافياً واجتماعياً في التعامل مع جمعية عراقية - سويدية والتعامل معها كشركاء سواسية في المشروع، لهم ثقافتهم ومعرفتهم بالتعامل مع الجالية وخبرات عديدة في عدة مجالات. 

‎هذه الكلمات وغيرها الكثير من الشهادات التي أدليت في كلمة الافتتاح من قبل السيد ماتس مدير المعرض وكذلك برنيلا كوندة هيلمان مديرة دائرة شؤون الثقافة التي كررت وركزت على أهمية التعاون مع الجمعية في مجالات كثيرة اخرى، و عبرت ايضاً عن فرحها و اعجابها بالحفل الذي وصفه الفنان مايكل في الافتتاح و للصحف بأنه :”عرس عراقي ليس له مثيل. عرس يربطني بالعراق ويجعلني رافع الرأس انني تعرفت على العراقيين-السويديين. سوف ارجع الى مدينة مالمو عدة مرات فلي أهل هنا، وأختي لينا النهر تعيش فيها. نعم أصبحت لينا أخت لي وانا فخور جداً بها. عصام، شكراً (قال كلمة شكراً باللغة العربية) لكل الدعم! شكراً للجمعية على المحبة". 

‎كلمات الفنان مايكل و ماتس و برنيلا وغيرهم الكثيرين ممثلين عن مؤسسات اخرى وفنانين عراقيين وعرب أكملت برؤوس اقلام محررين الصحف السويدية الأكبر في السويد والتي تكرر فيها اسم العراق، والجمعية واهمية التعامل وتوجت في مقالة العمود الرئيسي لقسم الثقافة لجريدة أفتون بلادت حيث تناولت ليس الحفل والمعرض فقط وانما طريقة العمل بين المساهمين الذين وصفه بهذه الكلمات الرائعة والمعبرة حقاً: 

‎"حفل الافتتاح يوم الجمعة بالتعاون مع الجمعية الثقافية العراقية في مالمو. هذا العمل المشترك قد يبدو للوهلة الأولى شيئا طبيعيا تمامًا ، لكنني أود أن أقول إن هناك شيئ غير عادي ومميز في ان يفتتح المعرض بقيمة تراثية عراقية وفي مؤسسة فنية سويدية معروفة كهذه.

‎من خلال ست فقرات في الخريف / الشتاء ، سيعمل بعض أعضاء الجمعية الثقافية العراقية كدليل- ضيف في المعرض. هناك حاجة لهذا أيضا. هذا هو التعريف الصحيح لمعنى القيمة الإضافية.

‎ان يكون هذا العمل في مالمو يشير كثيراً أيضًا الى كيفية تغيير وجهة النظر عن شتات الهجرة. ‎ الذين لم يسلط الضوء عليهم الضوء من قبل، ولم يستمع لهم احد، لم يكونوا موضع تقدير. شكراً لكل المساهمين في هذا العمل. 

‎كرئيسة للجمعية لا يمكنني ان أكون اكثر فرحاً وفخراً بهذا العمل وفي لقاء الفنان الرائع مايكل راكوفيتز الذي أبادله شعور الأخوة والصداقة فعلاً وكأنني اعرفه منذ امد بعيد. مايكل الانسان العراقي الأمريكي من اصول يهودية عراقية وعائلة رحلت قسراً في أربعينيات القرن الماضي يحمل اسم العراق عالياً ويساعد في دعم عراقيي الهجرة ويصف نفسه بالعراقي الذي يحب (اكل البرياني، والباگله والدهن والمسگوف) وغيرهن من الأكلات التي اصدر فيها كتاب طبخ في امريكا بعنوان :مطبخ العدو. وفتح اول مطعم عراقي في شيكاغو ليتمتع به الأمريكان من اصول عديدة ليكون شوكة في عين السياسة الأمريكية بعد غزو العراق. بعض هذه الأكلات قدمت في استضافة الهيئة الاداراية الحالية والسابقة للجمعية وبعض المشتركين في العمل لمايكل وطاقم العمل في المعرض وعلى موسيقى أنغام العود لتكن (عشوة عراقية) بكل حذافيرها. 

‎ولا يمكنني ان أكون اكثر فخراً من أعضاء وأصدقاء الجمعية الذين رفعوا اسمنا عاليا من خلال مشاركاتهم، ان كانت عن طريق تقديم الموسيقى و الأغاني العراقية التراثية لفرق الجمعية كفرقة القيثارة والملحن ناصر حربي وفرقة بابل للأغنية مع الفنان محفوظ البغدادي والفنان عازف القانون فيصل غازي. كذلك فرحي بهم كحضور لم تشهده مؤسسة سويدية من قبل. في شهادة للسيد ماتس ذكر ان في أفضل الأحوال يكون الحضور في معارض الفن حوالي ٥٠ شخص، اما في ليلة الافتتاح فقد استقبلنا اكثر من ٣٠٠ شخص من كل الأصول والإعمار. قدم في الاستضافة ايضاً التمر العراقي واللبن قرب زاوية تاريخ التمور الذي كتب عنها الفنان مايكل. 

‎يستمر المعرض الى أوائل الشهر الاول للسنة المقبلة ولنا الكثير من الفقرات الاخرى القادمة من محاضرات ودليل عراقي ناطق باللغتين العربية والسويدية لتسرد احداث خاصة بالفرد العراقي والتي لم تذكر من قبل في كتب او اخبار. سرد عن علاقة التراث بالفرد العراقي في العراق وخارجه.

‎فرحي وفخري بكل هذا جعلني أنسى ما كتبت من كلمات الافتتاح فاختصرت كلمتي العربية التي قدمتها بعد بالإنكليزية كشكر لمايكل لاخبره انه ليس فقط فخر لنا وانما عمله يمدنا بأهم شي، يمدنا الأمل في ان تاريخنا يعيش بنا ومعنا وان ما يقدمه كمرهم نعالج فيه اثار ما عانينا من زمن الطاغية والى يومنا هذا. عبرت ايضا عن فرحتي وشكري للمساهمين وطاقم العمل واكتفيت بشرح صغير عن الأمسية والتمتع برؤية الحضور بتمتعهم وفخرهم ببلدنا الحبيب. هذا الشعور سوف يلازمني فترة طويلة

‎اختم هذا الموضوع الطويل والذي هو فعلاً قصير جداً لما مفترض ان اكتب الكثير عن الحدث والفنان، بتقديم شكر خاص للسيد عصام الخميسي الذي كان ومازال له دور كبيرا في ان تكون الجمعية بيت اخر للعراقيين كما هو معروف عنها. انا سعيدة جدا بالعمل معه. وكذلك اود هنا ان اشد على أيادي العراقيين اجمع بالتعاون معنا والمساعدة للوصول الى الأفضل والتعامل بالروح العراقية العذبة من اجل أنفسنا وأولادنا وبلدنا في داخله وخارجه. 

 

 

عرض مقالات: