في أيام صيفية قائظة منذ أواسط الشهر السابع كان مؤشر بداية اعتصام المهندسين العاطلين عن العمل عند بناية مجلس الوزراء، بعدها انتقل الاعتصام الى بناية نقابة المهندسين وقد تضامن الجمهور مع المعتصمين ومطالبهم العدالة بمواقف شتى من الدعم والمساندة والمشاركة الفعلية في الاعتصام.
احد المعتصمين حدثني عن موقف تضامني فيه عبرة مع غصة حزن عن مدى التضامن والتفاعل من قبل الناس قائلا: "كنا جالسين على رصيف مدخل نقابة المهندسين مع زملاء معتصمين مرت سيارة يقودها رجل مسن بصحبة زوجته توقفت السيارة وترجل منها وملامح الحزن بادية عليه، سائلا من انتم؟ جاءته الإجابة مهندسون عاطلون عن العمل.. نتظاهر ونعتصم من اجل حقوقنا المكفولة دستوريا. اردف الرجل المسن بالقول:" لي بنت شابة مهندسة أصيبت بمرض نفسي جراء ملل انتظار التعيين وتفاقم المرض عليها وأدى الى وفاتها.
هذا الانسان الطيب أعلن تضامنه وزوجته بطريقة ينفرد بها العراقيون بجلب المواد الغذائية والافرشة وغيرها من المواد اللوجستية ولا زال هو وزوجته حتى الآن يقدمون الدعم لنا. ومهندس عراقي معروف اصطحب زوجته وابنته الى موقع الاعتصام عارضا على المهندسات المعتصمات الوافدات من المحافظات، المبيت في بيته. لا شك انها صور تعكس شيمة وغيرة عراقية اصيلة.
لكن بدورنا نتساءل عن موقف نقابة المهندسين وعن دور الدولة بكل مؤسساتها من هذه المأساة، مأساة البطالة المنتشرة بين شبابنا من ذوي الكفاءات العلمية وغيرهم.

عرض مقالات: